حالة من الغضب والاستياء والضيق تسيطر على رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمنطقة العربية، إزاء أضرار سدود تركيا التي شيدتها بالقوة على عدة أنهار تؤثر على الكثير من الأفراد، على رأسهم أبناء العراق، لينفسوا عن أزمتهم عبر تصدر وسم “سدود تركيا تقتلنا” موقع “تويتر”.
وتفاقم الغضب بعد أن انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر الانخفاض الكبير لمنسوب مياه نهر دجلة في العراق، بعد أن كان يعرف بغزارته التي تفوق غزارة الفرات، ويظهر الفيديو انخفاض منسوب المياه في النهر بشكل واضح، حيث يتخلل المقطع شاب يبدو وكأنه يمشي على سطح الماء في بقعة تتوسط النهر حيث يفترض أن يسمح مستوى المياه بالسباحة.
وكشفت وزارة الموارد المائية العراقية أن المياه التي يحصل عليها العراق من نهري دجلة والفرات سوف تجف في غضون 20 عاما إذا لم يتم فعل شيء ما، حسبما ذكرته صحيفة الأنباء.
وأعلنت وزارة الموارد المائية، في مايو 2021 خفض الجانب التركي لمناسيب نهري دجلة والفرات إلى نصف ما كانت عليه، ما أدى إلى تراجع منسوب النهرين داخل العراق.
وتتزايد الاتهامات لتركيا باستخدام المياه ورقة لابتزاز جيرانها، في العراق وسوريا على حد سواء، فتلجأ إلى قطع مياه نهري دجلة والفرات بصفة متكررة وقد بُنيت عدة سدود على النهرين، وهو ما يؤثر على حصص المياه القليلة التي تصل إلى كل من العراق وسوريا.
وبسبب تهديد تلك السدود التركية لأهل العراق، يمكن أن تشهد البلد العربية جفافًا قاسيًا، إذ إن مراقبين يحذرون من تعرض بعض المحافظات إلى أزمة في مياه الشرب، خاصة أن نهري دجلة والفرات، يعتبران شريان الحياة بالنسبة للكثير من العراقيين، إذ يغذي النهران الكثير من محطات المياه، وتُستخدم مياههما لري الحقول على طول ضفتيهما.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن سابقا أنّ منسوب نهر الفرات انخفض بمعدل خمسة أمتار لأول مرة في التاريخ، بسبب حجب الجانب التركي مياه النهر، محذّرا من كارثة وشيكة تهدد حياة الذين يعتمدون على النهر في تأمين مياه الشرب والكهرباء والري.
كما كشف المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، أمس الأحد، عن تحرك تركيا في بناء العديد من السدود وإغلاق الحدود يؤدي إلى خفض تدفق نهر آراس وسد الممرات المائية ونشر الغبار في المناطق الغربية والجنوبية بإيران.
فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشاب يعبر نهر دجلة في العاصمة العراقية بغداد ركضًا بعد انخفاض منسوب المياه بشكل كبير الأمر الذي أثار تخوفًا من أزمة مياه في العراق، ويظهر الفيديو الشاب وهو يمشي ركضًا وسط نهر دجلة قرب الجسر الجمهوري في بغداد لمسافات طويلة ثم نام على ظهره دون أن تغمره المياه كما حاول أن يغطس في النهر دون جدوى.
وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي: “هذا وسط نهر دجلة .. وين الماي.. الماي وينها؟!” و”نحنا هيك بنموت يا بشر” و” وين الماي وين الحياة.. الأتراك أخطر من داعش”، واعتبروا الفيديو مخيفا لأنه مؤشر واضح على انخفاض منسوب المياه في النهر بسبب السدود التركية، لذا أطلقوا وسم “سدود تركيا تقتلنا” في محاولة للاستغاثة من البطش التركي الذي يجتاح الأخضر واليابس بالعراق.