ذات صلة

جمع

إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط لإنهاء الصراع.. والإعلان خلال ساعات

رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في لبنان،...

روسيا تجند مرتزقة يمنيين بمساعدة الحوثيين للقتال في أوكرانيا.. ما التفاصيل؟

جندت القوات المسلحة الروسية مئات الرجال اليمنيين للقتال في...

خيانة تحت ستار القضية.. فضائح إخوانية في تركيا تخدم إسرائيل

في السن الأخيرة، تفاقمت فضائح جماعة الإخوان الإرهابية في...

الحكومة الإسرائيلية تقرر مقاطعة صحيفة عبرية لهذه الأسباب

وافقت الحكومة الإسرائيلية، السبت، بالإجماع على مقاطعة صحيفة "هآرتس"...

فتاة مكسيكية آخِر ضحاياه… كيف تحول القضاء القطري من حماية القانون إلى انتهاكه؟

تصدر حادث المواطنة المكسيكية باولا شيتيكات عناوين الصحف الدولية وبالرغم من أن باولا تمتلك أدلة جنائية أثبتها الطب الشرعي بشأن ما تعرضت له من ضرب واغتصاب وإهانة، إلا أن السلطات القطرية تجاهلت تلك الأدلة، ونكلت بالمرأة بإجراءات مهينة.

وصرحت المواطنة المكسيكية باولا شيتيكات لوسائل الإعلام، أنها كانت تتوق للعودة إلى الشرق الأوسط، حيث كانت تحب العمل هناك، إلى أن حصلت على وظيفة أحلامها في قطر، لتكتشف بعد ذلك أن الحلم لم يكن سوى كابوس مروع، ومحنة دفعتها إلى الفرار من الإمارة الخليجية.

وكشفت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، عن تصريحات باولا شيتيكات لصحيفة “نوتيسيا تيليماندو”: “لم أصدق ما حدث لي” متذكرةً المحنة التي تصدرت عناوين الصحف الدولية.

وعملت باولا شيتيكات في قطر لصالح اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي كيان أنشأته الحكومة القطرية قبل نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 ، والتي ستقام هناك في نوفمبر المقبل.

وتعمل شيتيكات خبيرة اقتصادية وكشفت في يونيو أنها تعرضت للاعتداء في حادث عنيف من قبل أحد معارفها وزميلها اللاتيني الذي عمل أيضًا في قطر.

وسردت شيتيكات قصتها قائلة: “كنت نائمة، وعندما سمعت ضجيجًا في المطبخ، ذهبت لأتفقد الأمر، ففوجئت به يندفع نحوي، وحاولت المقاومة قليلاً حتى بدأ يضربني بشدة، تسببت في إصابتي بكدمات في الضلوع والظهر والكتف والجانب الأيسر بأكمله من جسدي وبقيت شِبه مشلولة بلا حراك لمدة 10 دقائق.

وقالت لشبكة “سي إن بي سي”، إنه قبل أن يغادرها، صرخ فيها: “ولا تفكري حتى في إخبار أي شخص أنني ضربتك”.

وأبلغت شيتيكات مصطحبة ممثل القنصلية المكسيكية السلطات القطرية بالحادثة، لكن بدلاً من ذلك، تفاجأت بتحويلها هي إلى تحقيق بشأنها، وطلبت السلطات في وقت ما اختبار العذرية، ما وصفته الفتاة المكسيكية بأنه “كان إذلالاً قوياً للغاية”.

وأضافت الفتاة المكسيكية: “لقد كذب المعتدي قائلاً: إن بيننا علاقة، وعلى الرغم من أن لدي أدلة الطب الشرعي على الضرب وكل شيء، إلا أن السلطات القطرية صدقوه، وطبقوا علينا قانون جريمة الزنا في علاقة خارج نطاق الزواج، والتي يمكن أن تكون بسببها في السجن لمدة تصل إلى سبع سنوات”، مضيفة: “لكن بما أنني مسلمة، يمكنهم أيضًا جلدي 100 جلدة. وهذا جنون”.

وبمساعدة منظمة “هيومن رايتس ووتش” وهيئة كأس العالم التي كانت تعمل بها شيتيكات تمكنت من مغادرة قطر، أما الرجل الذي اتهمته بمهاجمتها فغادر البلاد أيضًا وأفلت دون أي عقاب على جريمته.

وأعلنت شيتيكات أنها ستواصل إجراءات قضيتها في بلدها، وأن المحاكمة مستمرة، في ظل قوانين محترمة بعيدًا عن القوانين القطرية المجحفة لحقوق المرأة.

وأشارت الفتاة المكسيكية إلى أنه أسوأ شيء هو إدانتي وعدم القدرة على العودة إلى الشرق الأوسط – فهذا سيُنهي مستقبلي المهني لأنني أريد العودة ومواصلة العمل في تلك البلدان والحقيقة هي أنني لا أريد أن أفكر في ذلك الكابوس”.

وصرحت روثنا بيجوم الباحثة في مجال حقوق المرأة بمنظمة هيومن رايتس ووتش، أن قضية شيتيكات تجمع “سلسلة من المخالفات لأنها استجوبت باللغة العربية، دون مترجمين مناسبين. كما أنهم وضعوها وجهاً لوجه مع المعتدي ، وصدقوه، فوجهوا لها اتهامات”.

وتابعت الباحثة الحقوقية “لم يجروا حتى تحقيقًا رسميًا لتأكيد الحقائق، وهي امرأة أجنبية مقيمة في الدولة التي تنظم كأس العالم هذا العام”، مؤكدة أن ما حدث في قطر “أمر مقلق للغاية”.

وبينت الفتاة المكسيكية باولا شيتيكات أنها مسلمة الديانة وتعيش في المنطقة منذ أن كانت في التاسعة عشرة من عمرها، إن كونها امرأة فهو تحدٍّ مستمر للوجود في دولة مثل قطر، لكن لم يكن هناك شيء قد يشلها عن نشاطها وعملها إلا ما مرت به العام الماضي، بما في ذلك الاستجابة الأولية لبلدها.

وأفادت الفتاة المكسيكية بأنه وفقًا لتجربتها، لم تنصحها القنصلية المكسيكية أو تطلب مشورة قانونية لتحذيرها من إمكانية استخدام شكواها ضدها. وقالت: إنها لم تُعرض عليها خدمات الترجمة إلا بعد ساعات من الاستجوابات المكثفة، وفي ذاك الوقت، جعلوها على اتصال بمترجم فقط عبر الهاتف.

وأفصحت شيتيكات أنه لا يوجد بروتوكول لحماية ضحايا العنف من منظور الجنس في وزارة الخارجية المكسيكية.

وأخبرت الفتاة المكسيكية عندما كانت في الخامسة من عمرها والديها أنها لا تريد أداء المزيد من الباليه؛ وأرادت فقط أن تلعب كرة القدم.

لا زالت شيتيكات وهي في الثامنة والعشرين من عمرها، تلعب في العادة كلاعبة خط وسط خارجية، إلا أن حلمها تحطم بما تعرضت له في قطر، سواء الاعتداء دون محاسبة المعتدي، أو إهانتها وتعريضها لخطر السجن دون ذنب.

spot_img