تسارع تركيا وقطر الوقت لاستغلال الأوضاع في أفغانستان بعد سيطرة حركة “طالبان” الإرهابية، ومنحها الصبغة الشرعية، لضمان موطئ قدم مستمر في آسيا، وهو ما رتب له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أثناء زيارة الأول للدوحة.
وكشفت مصادر أن وفداً تركيًا قطريًا، تمكن خلال زيارته لكابول، من التوصل إلى اتفاق مبدئي مع حكومة طالبان بشأن تشغيل مطار العاصمة، و4 مطارات أخرى في البلاد.
وأضافت المصادر أن ذلك الاتفاق المبدئي جاء بعد توجيهات من أردوغان وتميم بلقائهما في الدوحة، ثم ما عقده الوفد المشترك من اجتماعات ومشاورات مع ممثلي الحكومة.
وتابعت أن قطر وتركيا اتفقتا على التشارك في تشغيل مطار كابول الدولي، عبر فرق فنية مشتركة لتحديد تفاصيل عمليات التشغيل، على أن يتم استكمال المفاوضات مع الحكومة الأفغانية بهذا الخصوص، بنهاية الأسبوع.
وأوضحت المصادر أنه سيوجد اجتماعات فنية بين الوفد التركي القطري من طرف والحكومة الأفغانية من طرف آخر، خلال الأسبوع المقبل حول تفاصيل التشغيل، مشيرة إلى أن الوفد سيعمل خلال الفترة المقبلة بالدوحة.
والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: إن خبراء من قطر وتركيا سيتوجهون للعاصمة الأفغانية، الأربعاء المقبل، لبحث تشغيل مطار كابول الدولي مع إدارة طالبان، عبر اتفاق رسمي.
وأضاف الوزير التركي، في مؤتمر صحفي، أن بلاده قد تعمل على تشغيل المطار في حال كانت الشروط مناسبة، مضيفا أن بلاده مستعدة لتشغيل مطار حامد كرزاي الدولي بكابول بعد استيلاء حركة طالبان على الحكم في أفغانستان في أغسطس الماضي، لكن بشريطة تلبية مطالبها الأمنية.
ويعتبر المطار هو الرابط الجوي الرئيسي لأفغانستان غير المطلة على بحار، بالعالم في وقت يواجه فيه الملايين في الدولة المعزولة خطر الجوع مع حلول الشتاء القارس.
ولفت موقع “أحوال” التركي إلى أن أنقرة على تواصل منذ فترة مع قطر بشأن مطار كابول، حيث إنها تعمل مع الدوحة على التأكد من استمرار عمله.
وكان قطريون قد ساعدوا في تشغيل المطار إلى جانب تركيا بعد أن لعبت دورا رئيسيا في جهود الإجلاء في أعقاب انسحاب فوضوي للولايات المتحدة في أغسطس الماضي.
ويأتي ذلك رغم إعلان طالبان أنها لا تريد أي قوات أجنبية على الأراضي الأفغانية، والتي هي منبوذة دوليا إلى حد كبير ولم تعترف أي دولة رسميا بحكومتها حتى الآن.
وسبق أن التقى الوزير التركي، الأحد الماضي، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد وزير الخارجية في حكومة حركة طالبان لتصريف الأعمال أمير خان متقي وبحثا معا الوضع في أفغانستان، حيث أعلن جاويش أوغلو أن زيارة محتملة لكابول مع وزراء خارجية دول إسلامية أخرى ما زالت قيد المناقشة.
وتعد إعادة تشغيل المطارات المنفذ الوحيد للعالم باستثناء وجود منافذ برية مع باكستان وإيران وأوزباكستان وطاجيكستان وتركمنستان، من شأنه أن يربط جسور تواصُل ويخفف حدّة الأزمة التي تواجهها طالبان.
وطالبت طالبان بمساعدتها في رفع الحظر الدولي على أموال مجمدة وعلى مساعدات دولية كانت تتلقاها أفغانستان منذ عام 2001.
وأعلنت حركة طالبان، في 7 سبتمبر الماضي، تشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان، بعد بسط سيطرة مقاتلي الحركة على العاصمة كابول، منتصف أغسطس الماضي، وانتزاع السلطة من الحكومة السابقة، ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد، وإنهاء التواجد الأميركي بها بعد حوالي ٢٠ عامًا.