نفت الحكومة البريطانية ما نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” بشأن “تواصلها مع قطر لإمدادها من الغاز المسال”، ما يثبت عدم صحة المتداول بأن الدوحة لديها علاقات واسعة أو أنها الأفضل في تصدير الغاز المسال لاستغلال الأزمة البريطانية الحالية بشأن الوقود، حيث يعتبر صفعة قوية لها عالميا.
وأكد المتحدث باسم الحكومة البريطانية، في تصريحاته منذ ساعات، أن حكومة المملكة المتحدة لم تطلب المزيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر أو تؤمن شحنات إضافية على المدى القصير، بعد تقرير بأن المملكة المتحدة قد اتصلت بالدوحة من أجل صفقة جديدة طويلة الأجل وإمدادات إضافية، وفقا لصحيفة “ذا هيل” البريطانية.
وأضاف المتحدث باسم حكومة المملكة المتحدة لـ”ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس”: “لم تطلب حكومة المملكة المتحدة أو تؤمن أي شحنات إضافية من الحكومة القطرية”.
وتابع: “نتلقى بالفعل شحنات منتظمة من الغاز الطبيعي المسال من قطر وموردي الغاز الطبيعي المسال الآخرين، كجزء من الترتيبات التجارية القائمة بين المشترين والبائعين”.
وأضاف المتحدث: “نجري مناقشات منتظمة مع شركائنا الرئيسيين في الطاقة حول العالم قبل فصل الشتاء ومناقشة الانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أسعار الغاز قبل شهر في المملكة المتحدة NBP هي حاليًا الأغلى بين مراكز الغاز المتداولة في أوروبا، حيث قامت S&P Global Platts بتقييم عقد NBP لشهر ديسمبر عند 191.50 بنس/ حراري (76.31 يورو/ ميجاوات ساعة، 25.83 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية) في 5 نوفمبر، وهذا أعلى بنسبة 363% من سعر 41.33 نقطة أساس لعقد NBP قبل عام مضى.
وبحسب تقرير “فايننشال تايمز”، الصادر في 5 نوفمبر، أجرى وزراء حكومة المملكة المتحدة محادثات مع قطر بشأن ترتيب طويل الأجل حيث تصبح قطر “المورد الأخير” للمملكة المتحدة.
كما زعمت أن قطر حولت أربع شحنات من الغاز الطبيعي المسال لتسليمها إلى المملكة المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين.
وتمتلك شركة Centrica البريطانية بالفعل اتفاقية استيراد غاز طبيعي مسال قطرية طويلة الأجل لتسليمها إلى محطة Isle of Grain، في حين أن شركة قطر للطاقة نفسها هي المالكة المشاركة لمحطة South Hook LNG في ويلز، بينما لم ترد شركة قطر للطاقة على طلبات متعددة للتعليق.
وأجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون محادثات قصيرة مع أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، خلال COP26، على الرغم من أنه يعتقد أن المناقشات تركزت على صفقة حديثة بين قطر ورولز رويس حول ابتكار تكنولوجيا المناخ.
وتنتج المملكة المتحدة حوالي نصف الغاز الذي تستهلكه، وتعتمد على الواردات لتلبية الطلب المتبقي، حيث تعتبر النرويج هي أكبر مورد خارجي لها، مع تسليم الغاز الطبيعي المسال أيضًا.
وأكد المتحدث باسم الشركة، أنه تظل إمدادات الغاز لديهم آمنة، بفضل مجموعة متنوعة من المصادر في الداخل والخارج، مضيفا: “لدينا قدرة توصيل أكثر من كافية لتلبية الطلب”.
وادعت مصادر في تصريحات لصحيفة “فايننشال تايمز” أن “وزراء بريطانيين أجروا مع نظرائهم من أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، محادثات حول صفقة طويلة الأجل، تصبح فيه قطر مورد الملاذ الأخير”.
ويأتي ذلك في ظل حالة النقص في إمدادات الغاز في جميع أنحاء العالم في ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة؛ ما جعل الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة والموردين في المملكة المتحدة يكافحون ويواجه العديد من المستهلكين ارتفاعا حادا في فواتير المنازل.