عبر المنصات الاجتماعية المختلفة والشاشات المتعددة، التي تحمل اسم جهة واحدة، هي قناة “الجزيرة” القطرية، التي تضطلع في خدمة الإرهاب، وتركز جهودها ضد دول بعينها، وتهدف لإثارة الفتن والخلافات والعنف، وضرب الأمن والاستقرار، وإشعال الأزمات باستمرار بين الحين والآخر، بتضرب بمواثيق الصحافة والإعلام عرض الحائط وتلغي مبادئ الشفافية والمصداقية من قوانينها.
وخلال أيام قليلة، أشعلت الجزيرة أزمات متفاقمة بطريقة مثيرة للجدل، حيث استهدفت منذ ساعات التأثير على الانتخابات الليبية المرتقبة، من أجل خدمة أغراض الإخوان وعرقلة الأمن والاستقرار.
هذه المرة، خرج عبر شاشة الجزيرة، رئيس مجلس الدولة، خالد المشري، عضو جماعة الإخوان، بتهديد علني بتحويل ليبيا إلى “جحيم دامٍ”، على حد قوله، في حال فوز المشير خليفة حفتر بالانتخابات الرئاسية.
وقال المشري، في لقاء عبر قناة “الجزيرة” القطرية الداعمة للإخوان، إن “حفتر لن يكون رئيسا لليبيا ولو على جثث الآلاف من الليبيين”، في تصريح وتهديد مقلق من شأنه تحويل البلاد إلى الفوضى والإرهاب مرة أخرى.
كما ادعى أنه في حال فوز حفتر بالانتخابات الرئاسية؛ فإن أبناء ليبيا في مدن ومحافظات المنطقة الغربية سيقاومون ذلك بالسلاح وستدخل البلاد في حرب أهلية، وذلك رغم حالة التأييد الواسعة لحفتر بالبلاد.
وزعم المشري الإخواني أنه: “لقد تم تفصيلها على مقاس خليفة حفتر”، بما يعكس توجهات الإخوان، التي تدعي أنها تأمل في إقامة انتخابات، ولكنها في الحقيقة تتشبث بالسيطرة على الأمور، وتعارض أحد المرشحين للرئاسة.
وتزامنت تلك التصريحات مع إعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، أن باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة يوم 24 ديسمبر المقبل، سيبدأ بعد غد الأحد.
وقبل أيام معدودة، قادت الجزيرة الأزمة العربية الأكبر حاليا، حيث استهدفت فيها الإساءة للسعودية بصورة فجة، من خلال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، بشأن الحرب في اليمن، بطريقة محددة مرتب لها مسبقا.
وأثار جورج قرداحي الجدل بتصريحات حول حرب اليمن، حيث زعم أن “السعودية والإمارات يعتديان على الشعب اليمني”، وأن الحوثيين يمارسون “الدفاع عن النفس”، وهي تصريحات كشفت ميوله تجاه إيران وأنها رد جميل وحسن الطاعة لطهران مقابل تمكينه من الوزارة، بما يضمن سيطرة إيران وأدواتها في لبنان.
وقال أيضا قرداحي في تصريحات مسجلة لبرنامج “برلمان شعب” الذي يبث على قناة “الجزيرة” القطرية، حيث يلقى دعما كبيرا من الدوحة، إن “الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.
كما ادعى أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، زاعما: “فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.
وعلى إثر تلك التصريحات، خرجت عدة احتجاجات شعبية لبنانية للمطالبة بالإطاحة بقرداحي، فيما وجهت مجموعة من رؤساء وزراء لبنان السابقين، دعوة لوزير الإعلام جورج قرداحي بالاستقالة بعد تصريحاته.
والجمعة الماضية، أعلنت السعودية، استدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور، ومغادرة سفير لبنان لدى المملكة خلال الـ48 ساعة القادمة.
وقالت الخارجية السعودية عبر حسابها الرسمي بموقع “تويتر”: إن وزارة الخارجية تستدعي سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة وتسلمه مذكرة احتجاج رسمية بعد التصريحات المسيئة الصادرة من وزير الإعلام اللبناني حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن”.
وأضافت الخارجية السعودية، في البيان، “تعرب وزارة الخارجية عن أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي تعد تحيزا واضحا لميليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة”.
وشددت على أن “تصريحات قرداحي تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين”، مضيفة: “ونظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المسيئة من تبعات على العلاقات بين البلدين، فقد استدعت وزارة الخارجية سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص”.
كما أعلنت دولة الإمارات، السبت الماضي، سحب دبلوماسييها من لبنان، وذلك تضامنا مع السعودية، في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة.
وقررت الإمارات منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، بينما سيستمر العمل في القسم القنصلي ومركز التأشيرات في بعثة الدولة لدى بيروت، خلال الفترة الحالية.