ما زالت صفقة نجم الكرة البريطانية ديفيد بيكهام مع قطر، تثير جدلا ضخما بشدة في الأوساط العالمية والرياضية؛ بسبب تورُّط قطر في الكثير من الانتهاكات الخاصة بحقوق الإنسان والانتقادات اللاذعة بشأن الحريات فيها.
وتحت عنوان “هل يمكن أن يعرض قبول بيكهام لعرض قطر صفقة ألعاب الفيديو البالغة 40 مليون جنيه إسترليني للخطر؟”، سلطت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الضوء على أن EA Sports رفضت دعم قرار كابتن إنجلترا السابق بمواجهة مونديال قطر 2022 وسط انتقادات لانتهاكات حقوق الإنسان في الدولة الخليجية.
وقالت “ديلي ميل” إنه يبدو أن صفقة رعاية ديفيد بيكهام البالغة 40 مليون جنيه إسترليني مع شركة EA Sports معرضة للخطر بعد أن رفض عملاق ألعاب الفيديو دعم قراره بمواجهة كأس العالم قطر 2022 المثير للجدل.
وأشارت إلى أن قائد منتخب إنجلترا السابق خضع لتدقيق شديد بسبب موافقته المربحة على أن يكون واجهة البطولة، بالنظر إلى السجل الفظيع للدولة الخليجية في مجال حقوق الإنسان.
وتم تعيين بيكهام العام الماضي سفيراً لشركة ألعاب الفيديو التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، وعندما طعن في مخاوف قطر، قالت EA Sports: “مبادئ الإنصاف وحقوق الإنسان أساسية في Electronic Arts”.
بينما رفضت الشركة بشكل واضح الكشف عن كيفية التوفيق بين هذا الموقف وبين صفقة بيكهام للترويج لدولة تكون فيها المثلية الجنسية غير قانونية ويتم تقييد حرية المرأة بشكل كبير، حيث قالت: “نحن لا نعلق على تفاصيل شراكات سفراء علامتنا التجارية الأخرى”.
وترى الصحيفة البريطانية أن الافتقار إلى الدعم يؤدي إلى مزيد من الضغط على بيكهام بعد أن تحدته منظمة العفو الدولية للتحدث علانية عن الوضع “المقلق للغاية” في قطر.
ونقلت عن مصادر قريبة من اللاعب البالغ من العمر 46 عامًا أن فريقه يتزايد قلقه بشأن الضجة، لأسباب ليس أقلها أن EA Sports يُنظر إليها على أنها “حساسة للغاية” للنقد.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن المفاوضات بشأن أي تجديد لصفقته، التي كانت في البداية لمدة ثلاث سنوات، من المحتمل أن تبدأ بعد وقت قصير من كأس العالم.
وعندما ظهر على غلاف إصدار خاص من لعبة EA لكرة القدم Fifa بعد توقيع الصفقة في نوفمبر الماضي، قال بيكهام لمتابعيه على Instagram البالغ عددهم 69 مليونًا: “بعد 23 عامًا … فخور جدًا بالعودة إلى الغلافeasportsfifa # FIFA21”.
تعرض بيكهام لانتقادات واسعة في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن كشفت صحيفة The Mail on Sunday تفاصيل سلسلة من الاجتماعات التي حضرها في قطر في وقت سابق من هذا الشهر، حيث صور أيضًا لقطات ترويجية.
بينما كانت حجته بأنه يريد استخدام قوة كرة القدم لتسليط الضوء على اضطهاد النساء وأن مجتمع LGBTQ قطع القليل من الجليد مع النقاد.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان إنه: “ليس من المستغرب أن يرغب ديفيد بيكهام في المشاركة في مثل هذا الحدث الكروي الكبير، لكننا نحثه على التعرف على حالة حقوق الإنسان المقلقة للغاية في قطر وكن مستعدًا للتحدث عن ذلك”.
وأضافت المنظمة أن “سجل قطر في مجال حقوق الإنسان مقلق، من سوء معاملة الدولة للعمال المهاجرين منذ فترة طويلة، إلى القيود المفروضة على حرية التعبير وتجريم العلاقات الجنسية المثلية”.
وفي هجوم مستتر على دفاع بيكهام، أضافت: “يجب أن يستخدم ديفيد بيكهام ملفه العالمي الفريد للحفاظ على تركيز العالم على قضايا حقوق الإنسان المحيطة بالمباريات، وليس فقط اللعب على أرض الملعب”.
بينما أدانت شركة EA Sports انتهاكات حقوق الإنسان -دون توجيه انتقادات مباشرة لقطر- أعاقت الشركات الأخرى التي أبرم معها بيكهام صفقات مربحة الأسئلة.
وحتى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وهي وكالة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والتي عملت مع بيكهام لمدة 15 عامًا، التزمت الصمت.
بالوما إسكوديرو، مدير الاتصالات العالمية، لم يستجب لطلبات متعددة للتعليق على صفقة لاعب كرة القدم السابق مع قطر.
كما لم تستجب شركة Diageo، شركة المشروبات التي تروج لعلامة Beckham’s Haig Whisky، لطلب للتعليق، على الرغم من ادعائها “بطلة الشمول والتنوع”.
كما فشلت Safilo، وهي شركة إيطالية تنتج مجموعة Beckham’s DB Eyewear، في التعليق، على الرغم من أن بيانًا على موقعها الإلكتروني ينص على: “نحن ملتزمون بضمان احترام حقوق الإنسان في جميع الأوقات”.
كشفت وزارة المالية لأول مرة عن توقيع بيكهام عقدًا ليكون وجه كأس العالم في قطر في فبراير، في صفقة لا تقل قيمتها عن 10 ملايين جنيه إسترليني.
بينما لاحظ منتقدو الصفقة أن بيكهام توجه إلى Instagram يوم الاثنين لإرسال أطيب التمنيات بعيد ميلاد إلى David Furnish، الزوج المثلي للسير Elton John.
ومع احتدام الخلاف يوم الأحد الماضي، طور صورة رجل العائلة على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نشر صور شخصية لنفسه وابنه روميو يشاهدان مباراة كرة قدم أميركية في فلوريدا.
في اليوم التالي، اصطحب ابنته هاربر، البالغة من العمر 10 أعوام، إلى مصنع شوكولاتة حيث أمضوا ساعات في صنع الحلويات بأنفسهم.
وجاء اتفاق بيكهام مع قطر من صداقته مع رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم، حيث لعب عام 2013.
سيعود لاعب خط وسط مانشستر يونايتد السابق إلى العاصمة القطرية الدوحة الشهر المقبل لحضور سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1.
بيكهام ليس الشخصية الرئيسية الوحيدة في كرة القدم التي تواجه انتقادات بسبب موقفها من سجل حقوق الإنسان في قطر، وقاوم اللاعبون الحاليون بمن فيهم قائد منتخب إنجلترا هاري كين حتى الآن الدعوات لإدانة الانتهاكات.
