رغم التحذيرات الدولية والمحلية العديدة، لكن تركيا ما زالت تخرق كل القوانين والمعاهدات باستهداف المدنيين في سوريا، لتستغلهم ضمن حربها خارج حدودها لتوسيع نفوذها.
وقصفت القوات التركية منطقتين سكنيتين بريف حلب الشمالي بسوريا، وهو ما يأتي خلال توقعات بشن عدوان رابع على منطقة تشهد تصعيدا أمنيا.
وأعلنت وكالة الأنباء الكردية “ANHA” أن الجيش التركي والمسلحين الموالين له أطلقوا قذائف وصواريخ على قرى “عين دقنة” و”البيلونية” بريف حلب الشمالي، مساء الخميس، والتي انفجرت عشرات القذائف في هذه المناطق.
وجاء ذلك القصف، تزامنا مع ما يشهده الشمال السوري من تصعيد أمني مؤخرا، عقب تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي هدد فيها بشن عملية عسكرية، فيما أقر البرلمان التركي تمديد مذكرة التفويض للحكومة بشأن عدد القوات الإضافية.
ومنذ ساعات، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية، عن مصدر في المعارضة السورية، قوله إن تركيا تستعد لإطلاق عمليتين عسكريتين جديدتين في سوريا دون إعلان مسبق و”في أي لحظة”.
وأضاف المصدر للوكالة: أن التشكيلات المسلحة الموالية لتركيا وضعت في حالة التأهب القتالي التام، تلبية لتوجيهات من أنقرة، موضحا أن “الاستعدادات انطلقت لشن عملية عسكرية، وبهذا الخصوص تم تقسيم الوحدات المسلحة كي تعمل على عدة اتجاهات في محافظة إدلب وبعض القرى في ريفي مدينتي مارع وأعزاز وقرب مطار منغ العسكري في محيط مدينة منبج، وكذلك عند الحدود مع القامشلي والحسكة”.
وتابع: إن الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة تستعد لشن عمليتين عسكريتين في آن واحد، إحداهما في محافظة إدلب دعما للتشكيلات المسلحة المتواجدة هناك، والثانية شمال شرقي البلاد ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ذات الأغلبية الكردية.
كما كشفت وكالة “بلومبيرغ” تفاصيل جديدة بشأن العملية العسكرية التركية المحتملة في سوريا، موضحة أن الجيش التركي يعزز استعداداته ضد العناصر الكردية.
ورجحت أن تركيا تستعد لشن عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف من عناصر من حزب العمال الكردستاني الانفصالي ووحدات حماية الشعب الكردية، حيث أرسلت مساء الأربعاء المئات من القوات الإضافية إلى شمال سوريا في إطار الاستعدادات المتواصلة منذ فترة طويلة ضد القوات المدعومة من الولايات المتحدة.
ونقلت عن مصدرين -رفضا الإفصاح عن هويتهما- أن العملية العسكرية المحتملة تهدف لإغلاق ثلثي الشريط الحدودي الممتد بين تركيا وسوريا بطول 910 كيلومترات وأن تركيا تسعى للاستحواذ على كوباني للسيطرة على المناطق الواقعة في شرق وغرب الفرات، موضحين أن السيطرة على قاعدة منغ الجوية العسكرية بالقرب من أعزاز هو أحد أهداف العملية العسكرية، مشيرين إلى شن وحدات حماية الشعب الكردية هجماتها من تلك المنطقة.
وفي أكتوبر 2014، وافق البرلمان التركي، لأول مرة، على تفويض بإرسال قوات مسلحة إلى سوريا، ومنذ ذلك الحين شن الجيش التركي سلسلة من الاعتداءات منها “درع الفرات” عام 2016 في ريف حلب، و”غصن الزيتون” بعفرين عام 2018، و”نبع السلام” شرقي سوريا عام 2019.