بعد التقرير الأميركي بشأن صحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لم يخبو الجدل حتى الآن، وما زالت الأنظار تتجه نحو أنقرة، لذلك خاض عدد من الدبلوماسيين الأجانب اجتماعا سريا لبحث سبل رحيل أردوغان.
وكشفت صحيفة “إستيا Estia” اليونانية، أن السفراء البريطانيين في أثينا ونيقوسيا وأنقرة، اجتمعوا في اليونانية العاصمة أثينا مع ممثلين سياسيين وإعلاميين يونانيين ووزراء الحكومة اليونانية وممثلي حزب المعارضة الرئيسي في اليونان سيريزا ومحرري الصحف وكتاب الأعمدة.
وناقش الاجتماع سبل الإطاحة بأردوغان من السلطة، لرؤيتهم أن أيام الرئيس التركي باتت معدودة، منذ التقرير المثير للجدل بشأن تدهور صحته، بجانب شعبيته التي وصلت لأدنى مستوى لها، فضلا عن أن أنقرة حاليا تعيش فترة انتقالية غير دموية.
وفيما يخص تفاصيل الاجتماع السري، نقلت الصحيفة عن مصادرها أن السفير البريطاني في أنقرة دومينيك شيلكوت، قال خلال اللقاء: إن أيام أردوغان في السلطة باتت معدودة، مؤكدا أن الانتقال السلس للسلطة ليس مستبعدا.
وتابعت: إنه جرت محادثات طويلة بشأن صحة أردوغان، وسيناريوهات الانقلاب على السلطة، بالإضافة إلى أفراد يمكن أن يقودوا تسليما سلميًا للسلطة مع ضمانات لحماية وأمن عائلاتهم، حيث تم ذكر أسماء محددة، وهم الرئيس السابق عبد الله جول واثنين من المسؤولين الحاليين.
وتابعت: إن دبلوماسيين بريطانيين، منهم سفير أنقرة، قالوا إن تركيا مهمة لليونان، لكن اليونان ليست بهذه الأهمية بالنسبة لتركيا. ومع ذلك، لا ينبغي لليونان أن تكتفي، لأن أردوغان قد يحاول الظهور البطولي من خلال التسبب في حدث ساخن في بحر إيجة، أو على العكس، يمكنه الاستفادة من الحدث الساخن في بحر إيجة واستخدامه للبقاء في السلطة.
تسبب ذلك التقرير الذي نشرته الصحيفة اليونانية في جدل كامن ومخاوف متأججة بتركيا، حيث نقلته صحيفة “أقشام” المقربة من أردوغان، متسائلة عن عدة نقاط بطريقة تكشف مدى القلق من ذلك الاجتماع.
وأكدت الصحيفة التركية أنه من الغريب أن يتبادل ثلاثة سفراء بريطانيين مهمين في مناصب بارزة مثل أثينا ونيقوسيا وأنقرة وجهات النظر بشأن الأوضاع في تركيا، بمثل هذه المشاركة الواسعة.
وقالت: إنه “كان من المقرر في الأساس أن يظل الاجتماع سريا، ولكن تم تسريب اللقاء”، موضحة أنها حاولت التواصل مع ٤ مصادر على الأقل وحاولت معرفة ما قيل في الاجتماع والمشتركين فيه بالكامل.
وفي بداية أكتوبر الجاري، أثارت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، جدلا واسعا بسبب تقريرها “أردوغان قد يكون مريضًا جدًا ولا يستطيع الاستمرار في قيادة تركيا”، الذي أوردت فيه أن أردوغان مريض وضعيف بصورة واضحة مؤخرا، لدرجة وجود مؤشرات على أنه مريض جدا حيث لا يمكنه الترشح لإعادة انتخابه.
واعتمدت الصحيفة الأميركية على عدد من مقاطع الفيديو لم يظهر فيها الرئيس التركي بشكل جيد، ويبدو عليه الوهن، مرجحة أن يكون أردوغان يعاني من النسيان المتزايد، ونوبات من مشاكل التنفس، والارتباك، والقيء، وزرع مزيل الرجفان الداخلي، مشيرة إلى ظهور عدد الأطباء المرافقين له، وقلل من لقاءاته مع الصحافة، ويتم ضخ المسكنات قبل المناسبات العامة.
وأشارت أنه في حالة وفاة الرئيس، سيتولى نائب الرئيس فؤاد أقطاي المسؤوليات والصلاحيات، حتى يمكن إجراء انتخابات في 45 يوما، ومن المحتمل أن ينقسم حزب العدالة والتنمية بطرق من شأنها أن تفتح طريقا لانتخابات تنافسية يمكن أن يفوز بها أي من السياسيين المعارضين الرئيسيين في تركيا.