تطورات متصارعة بين الدقائق المعدودة تشهدها أفغانستان، منذ الأحد الماضي، بسيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول والدخول للقصر الرئاسي، واستقالة الرئيس “أشرف غني”، لتصدر الحركة عدة قرارات منظمة للعمل في البلاد.
وعلى مدار تلك الأيام المعدودة، سادت مخاوف ضخمة وواسعة ترتقي لدرجة الرعب بين أهالي كابول، الذين نشروا الحزن والألم بين الجميع في مشهد التعلق بأجزاء الطائرة للفرار من الحركة الإرهابية، خوفًا من القتل والمعاناة.
ولذلك، أكدت الأمم المتحدة، في مؤتمرها الصحفي اليوم، بشأن التطورات في أفغانستان، على أنه “يجب على طالبان الالتزام باحترام حقوق الإنسان”.
وقالت الأمم المتحدة بوجود “تقارير عن انتهاكات بحق النساء في أفغانستان بعد سيطرة طالبان” على معظم البلاد، داعية المجتمع الدولي “لتقديم الدعم للأفغان الذين يتعرضون للخطر”.
من ناحيتها، دعت ممثلة مفوضية اللاجئين: “لتوفير الحماية لطالبي اللجوء من الأفغان”، محذرةً من “انتهاكات حقوق النساء والمدنيين في أفغانستان”، مشيرة لوجود “مئات الآلاف من الأفغان الذين تشردوا جراء المعارك”.
وفي ظل تدهور الأوضاع الصحية، كشفت منظمة الصحة العالمية أن “أفغانستان تعاني من تدهور الأوضاع الصحية”، مؤكدة أن “عمليات التطعيم ضد كورونا تأثرت كثيراً” من التطورات الميدانية الأخيرة.
أثارت تلك الأحداث المخاوف بشأن وضع النساء والأطفال، قالت منظمة الطفولة “يونيسف”: إن “أطفال تعرضوا للإصابة في أفغانستان جراء القتال..550 طفلاً قُتلوا وأُصيبوا في أفغانستان جراء القتال الأخير.. النساء والأطفال في أفغانستان يدفعون الثمن الأكبر” للتطورات في أفغانستان.
واعتبرت أن “أفغانستان أصبحت مكاناً صعباً للعيش بالنسبة للأطفال”، مشددة على التزامها بـ”مواصلة تقديم الخدمات لأطفال أفغانستان”.
كما تتابع المنظمة الدولية للهجرة “بقلق بالغ” تطورات الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها الوخيمة على النازحين والمدنيين الذين يحتاجون للمساعدات الإنسانية، داعية لمواصلة الجهود للحفاظ على الحوار والعمل من أجل حل سلمي للوضع في أفغانستان، مشددةً على أهمية ضمان سلامة المدنيين وضرورة إعطاء الأولوية لذلك.
وفي الأحد الماضي، تمكنت حركة طالبان، من دخول العاصمة كابول، وأمرت مسلحيها بدخول كابول لمنع عمليات النهب، كما أعلنت تسيير دوريات أمنية بالعاصمة الأفغانية كابول، مؤكدة أنه “لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان”.
كما أن مسلحي الحركة سيطروا على القصر الرئاسي في كابول، بعد تقديم الرئيس الأفغاني “أشرف غني” استقالته صباح اليوم، بسبب انهيار الحكومة أمام الحركة، حيث توجه إلى طاجيكستان.
وخلال الأيام الماضية، سيطرت طالبان على حوالي ٩٠٪ من أفغانستان، بسقوط مدينة مزار شريف شمالي البلاد، ومنها إلى “جلال آباد” وعاصمة ولاية “ميدان وردك” غرب “كابول”، لتفرض قبضتها على الحدود الأفغانية الباكستانية، بالإضافة إلى “بولي علم” بولاية “لوغار”، و”ميدان ورد” غرب “كابول”، و”غزنة” بقلب البلاد.
كما سيطرت طالبان على آخِر المدن الرئيسية خارج العاصمة وهي مدينة “خوست” عاصمة ولاية “خوست”، والتي كانت خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية المعزولة في البلاد، لتفصل بذلك العاصمة عن الشرق.
