تتسارع الأحداث بصورة شديدة في أفغانستان، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث تمكنت حركة طالبان، من دخول العاصمة كابل، وأمرت مسلحيها بدخول كابل لمنع عمليات النهب.
كما أعلنت طالبان تسيير دوريات أمنية بالعاصمة الأفغانية كابل، مؤكدة أنه “لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان”.
وقال قياديان بحركة طالبان، لوكالة رويترز، إنه “لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان ونتوقع استلام السلطة كاملة”.
المثير للقلق، هو أن مسلحي الحركة سيطروا على القصر الرئاسي في كابل، بعد تقديم الرئيس الأفغاني أشرف غني استقالته صباح اليوم، بسبب انهيار الحكومة أمام الحركة، حيث توجه إلى طاجيكستان.
ومع تلك التطورات اليوم، أغلقت البعثات الدبلوماسية سفاراتها واتجهت إلى العمل من مواقع قريبة من مطار كابل، أو مغادرتها البلاد، حيث تم إرسال الآلاف من القوات الأميركية إلى المطار.
بينما أكد مسؤول أميركي أن قوات بلاده ستواصل تأمين مطار كابل لضمان نقل البعثات الدبلوماسية بأمان، فيما أعلن البنتاجون وصول قوة أميركية قوامها 3 آلاف عنصر إلى كابل لتأمين مغادرة البعثة الدبلوماسية الأميركية أفغانستان، وذلك وسط قلق دولي واستنفار دبلوماسي من أجل إجلاء الرعايا الأجانب بأفغانستان.
ومن ناحيته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ أن الحلف يساعد في إبقاء مطار العاصمة كابل مفتوحا لتسهيل عمليات الإخلاء.
كما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن وصول طالبان إلى كابل يجعل “حماية” موظفيه الأفغان من أي أعمال انتقامية “أمرا أكثر إلحاحا”، مضيفا: “الوضع طارئ جدا، نتعامل معه بجدية كبيرة ونواصل العمل معا، مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لبلورة حلول سريعة بالنسبة إليهم “الموظفين” الأفغان وإلى سلامتهم. نحن على اتصال وثيق بالدول الأعضاء لتأمين أكبر قدر من الفرص ليتمكن موظفونا المحليون من الانتقال إلى مكان آمن”.
وخلال الأيام الماضية، سيطرت طالبان على حوالي ٩٠% من أفغانستان، بسقوط مدينة مزار شريف شمالي البلاد، ومنها إلى جلال آباد وعاصمة ولاية ميدان وردك غرب كابل، لتفرض قبضتها على الحدود الأفغانية الباكستانية، بالإضافة إلى بولي علم بولاية لوغار، وميدان ورد غرب كابل، وغزنة بقلب البلاد.
كما سيطرت طالبان على آخر المدن الرئيسية خارج العاصمة وهي مدينة خوست عاصمة ولاية خوست، والتي كانت خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية المعزولة في البلاد، لتفصل بذلك فصل العاصمة عن الشرق.
وفي ساعات محدودة، تسارعت الأحداث في أفغانستان بصورة مخيفة، صباح اليوم، حتى تمكنت طالبان من اقتحام كابل بين كافة الأطراف، وخاصة عبر ضواحي العاصمة.
بينما أعلنت الحكومة الأفغانية أن مطار كابل هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة، والتي يستمر فيه المسؤولون الأميركيون والأجانب عملهم.
فيما أعلنت طالبان أنها أصدرت أوامر للمقاتلين بمنع العنف في كابل والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، مطالبة النساء بالتوجه لأماكن آمنة، وأنها في انتظار تسليمها سلميا لمدينة كابل.
وأصدرت الرئاسة الأفغانية بيانا تضمن أنه سمع دوي إطلاق نار في أكثر من منطقة في محيط كابل، مشيرة إلى أن القوات الأمنية “تسيطر على الوضع”.
فيما تداولت تقارير أفغانية أن رئيس البرلمان الأفغاني، مير رحماني، وعددا من القادة والمسؤولين الآخرين غادروا إلى إسلام آباد بباكستان، مشيرة إلى حالة الهلع والخوف بين مواطنين كابل، جراء الزحف الطالباني، خاصة أن أغلبهم نازحون من البلدان التي سبق أن سيطرت عليها الحركة.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن ثلاثة مسؤولين أفغان أنه لم يكن هناك أي قتال حتى الآن، حيث دخل مقاتلو طالبان في مناطق كالكان وقراباغ وباغمان، ما يثير هلع المواطنين.