ذات صلة

جمع

وثيقة مسربة.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن الاستنفار الأمني التام في طهران

بسبب التهديد الإسرائيلي بشن "هجوم كبير جدًا" على إيران...

“هآرتس”: الكشف عن تفاصيل شبكة الجاسوسية الإيرانية في إسرائيل

أعلنت الشرطة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن تفكيك شبكة من...

حماس تعيد تدوير مخلفات الجيش الإسرائيلي لتصنيع قنابل “مُدمرة”

تُعرف حركة حماس بقدرتها على التكيف والتطوير في مواجهة...

هل ترك نعيم قاسم حزب الله وغادر إلى إيران خوفًا من اغتياله؟.. مصادر تكشف مكانه

بسبب استهداف إسرائيل المكثف لقادة حزب الله واغتيالهم، بالإضافة...

بسبب استغاثات المواطنين عبر “ساعدوا تركيا”.. نظام أردوغان يفتح تحقيقات قمعية موسعة

رغم الشدائد والحرائق التي تلتهم أنقرة، إلا أن سياسات النظام التركي الحاكم ما زالت مستمرة في قمع وترويع وتكميم أفواه المواطنين، حتى منعهم من طلب النجاة أو التنفيس عن آلامهم ومعاناتهم، وهو ما أصبح محل انتقادات دولية لاذعة.

 

ونددت صحيفة “المونيتور” الأميركية بسياسات نظام أردوغان القمعية بتركيا، حيث فتح المدعي العام في أنقرة تحقيقا في دعوات وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على مساعدة دولية لمكافحة حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد منذ أكثر من أسبوع.

 

ويأتي ذلك بعد أن نشر الملايين من مستخدمي Twitter #HelpTurkey هذا الأسبوع مع انتشار حرائق غير مسبوقة عبر مقاطعات تركيا الواقعة على البحر المتوسط وفي الداخل.

 

وزعم مكتب المدعي العام في أنقرة، في بيان يوم الخميس أن “الفحص الفني” كشف أن “بعض الأفراد والجماعات يحاولون إثارة القلق والخوف والذعر بين الجمهور وإهانة دولة وحكومة جمهورية تركيا بطريقة منظمة، من خلال حسابات حقيقية أو حسابات بوت”، مضيفا أن التحقيق سيركز على “المشاركات التي يتبين أنها تحتوي على عناصر إجرامية”.

 

وتم إطلاق تلك التحقيقات بزعم أن الهاشتاج يعد “إهانة” لتركيا، “ويثير القلق في المحافل الدولية”.

 

وفي الوقت نفسه تزامنا مع هذا الإعلان بعد أن أصدرت هيئة البث التركية، RTUK، تحذيراً للقنوات الإخبارية بشأن تغطيتها للكارثة الأسبوع الماضي.

 

وتضمنت الرسالة أن المذيعين سيواجهون “أشد العقوبات” إذا ركزوا بشدة على الحرائق الجارية “تحسبا للفوضى” مع تجاهل عمليات مكافحة الحرائق الناجحة.

 

وجاءت هذه الإجراءات بعد انتقادات لرد الحكومة على أكثر من 150 حريقا ضرب 40 من 81 محافظة في تركيا حتى الأربعاء وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

 

بينما انتقدت المعارضة أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان لم يتمكن من السيطرة على الحرائق نظرا لعدم وجود طائرات إطفاء في البلاد.

 

وأشار “المونيتور” إلى أنه على الرغم من هذا النقص الواضح في الاستعداد، ولقطات تلفزيونية لقرويين يائسين يكافحون ألسنة اللهب، ونداءات من رؤساء البلديات للحصول على مزيد من موارد مكافحة الحرائق، إلا أن الحكومة أدانت حملة تويتر، ورد النظام الحاكم وداعموه بالهاشتاج #StrongTurkiye و # WeDontNeedHelp.

 

ومن ناحيته، قال مدير الاتصالات في أردوغان، فخر الدين ألتون، في بيان: إن “ما يسمى بحملة المساعدات، التي نُظمت في الخارج ومن مركز واحد، بدأت بدوافع أيديولوجية، بهدف تصوير دولتنا على أنها لا حول لها ولا قوة وإضعاف وحدة الدولة والأمة”. في يوم الاثنين.

 

ووفقًا لموقع WebTekno، تم نشر كل من علامات التجزئة #HelpTurkey و #StrongTurkiye من خلال حسابات Twitter الآلية بهدف اكتساب قوة جذب بين المستخدمين الفرديين.

 

وعلق على ذلك أوزغور أونلو هيسارجيكلي، مدير صندوق مارشال الألماني في أنقرة، بقوله: إن الحكومة تحاول التعامل مع كارثة طبيعية بجانب معضلة العلاقات العامة عبر آليات خاطئة.

 

وتابع: إنه “في نظام ديمقراطي، من المحتم أن تهتم الحكومات بإدارة التصور وإدارة الأزمات، لكن يجب إعطاء الأولوية دائمًا لإدارة الأزمات”، مشيرا إلى أنه “في الحالة التركية، تُمنح إدارة الإدراك العام تقريبًا أولوية متساوية لإدارة الأزمات، ليس فقط من قبل الحكومة ولكن أيضًا من قبل المعارضة”.

 

وأضاف أونلوهيسارجيكلي أن هاشتاغ #HelpTurkey كان على الأرجح يهدف في البداية إلى تسليط الضوء على سوء الإدارة للحكومة بدلاً من دعوة حقيقية للمساعدة الدولية، لافتا إلى أنه بين الدول الديمقراطية، يحق للمواطنين الإدلاء بمثل هذه التصريحات الخطابية كونها “حرية التعبير، وهذه معركة بين الحكومة والمعارضة على إدارة الإدراك”.

 

كما قال أحمد إيفين، الباحث البارز وعضو مجلس الإدارة في مركز إسطنبول للسياسات بجامعة سابانجي، إن استجابة الحكومة للتغطية التلفزيونية ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالحرائق يعكس “الافتقار التام للتوجيه والقيادة”.

 

وأضاف: “هناك ذعر من جانب الرئيس، فكل أخطاء العقد ونصف العقد الماضيين آخذة في التلاشي الآن وهذا ما نراه الآن. إنها محاولة لتجاهل اللوم وسحق النقد. إنه ذعر. إذا لم تتمكن من معالجة المشكلة نفسها، فإن أفضل شيء تالٍ هو منع الناس من رؤية الواقع أو التحدث عن الواقع”.

 

وندد بتلك التحقيقات علي باباجان رئيس حزب “الديمقراطية والتقدم” المعارض، عبر تغريدة بموقع “تويتر”، كتب فيها: “لقد كنا نحترق منذ أيام. لقد فقدنا أرواحنا. وغادر عشرات الآلاف منازلهم. الإدارات المحلية تصرخ. أناشد السلطة: اسمعوا صرخة المواطنين المحليين. الموضوع ليس دفع تعويضات للموتى، أوقفوا هذه السياسة الاستفزازية”.

 

جدير بالذكر أنه لمواجهة تلك الحرائق المشتعلة الضخمة بتركيا، تم تجنيد طائرات من روسيا وإيران وأوكرانيا وأذربيجان وإسبانيا وكرواتيا لمحاربة الحرائق التي أشعلتها موجة الحر عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط التي أشعلت النيران أيضًا في اليونان وإيطاليا، وشكر أردوغان في وقت لاحق 73 دولة وكذلك منظمات مثل الصليب الأحمر والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على مساعدتهم.

spot_img