رغم مرور عام على واقعة انفجار مرفأ بيروت التي هزت العالم كله، إلا أنه حتى الآن ما زال الشعب اللبناني جريحًا لتلك الواقعة التي راح ضحيتها أكثر من 200 قتيل و6500 جريح، وتهدمت الكثير من الأبنية، ليحيي ذكراها اليوم باحتجاجات شعبية واسعة.
خرج العديد من أبناء الشعب اللبناني اليوم، في مظاهرات واسعة اعتراضا على عدم وصول التحقيقات إلى مسؤول يتم محاكمته عن الواقعة، أو معرفة المسؤولين عن شحن المواد الكيماوية بالمرفأ.
كما طالب المتظاهرون بضرورة إعلان أسباب الانفجار ومحاسبة المسؤولين عنه، حيث خرجت تلك الاحتجاجات تزامنا مع وقت الانفجار وبدأت بدقيقة صمت خلال التظاهرة، وسط غياب للأحزاب اللبنانية، بينما أغلقت البنوك والشركات والمكاتب الحكومية اللبنانية أبوابها.
وشهدت تلك الاحتجاجات تدافُعًا بين المتظاهرين وقوات الجيش في محيط مرفأ بيروت، بينما اندلعت اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في بيروت.
فيما جرت اشتباكات مشابهة أمام مبنى البرلمان، حيث رشقهم المتظاهرون بالحجارة من أجل عبور البوابة الرئيسية، حيث أطلقت قوات الأمن قنابل مسيّلة للدموع مستخدمة خراطيم المياه لتفريق المحتجين قبالة البرلمان.
وفي أعقاب تلك الاحتجاجات العنيفة، أفاد الصليب الأحمر اللبناني عن سقوط 9 جرحى في وسط العاصمة ومن منطقة الجميزة التي تشهد تظاهرات إلى المستشفيات، بينما تم إسعاف 45 مصابا في المكان.
ووقع في 4 أغسطس ٢٠٢٠، انفجار ضخم في مرفأ بيروت، تسبب في تشريد 300 ألف شخص، وأضرار مباشرة قيمتها 15 مليار دولار، حيث تضرر جراءه 50 ألف منزل وتسعة مستشفيات رئيسية، و178 مدرسة، بينما ما زالت التحقيقات الدولية في لبنان تجري لمعرفة أسباب الانفجار.
وأسفرت التحقيقات عن أن الانفجار بسبب نيترات الأمونيوم، ثم بالإضافة إلى كيميائيات ومتفجرات، منها “كيروسين” وزيوت غازية، مع 25 طنا مفرقعات وألعاب نارية، وصمامات انفجارية تستخدم بالتعدين والكسارات المستخرجة بالمحاجر، والمذيبات لتجريد الطلاء.
وأفادت التحقيقات أن الانفجار هو من أكبر الوقائع غير النووية في التاريخ، حيث جرى بسبب اشتعال مئات الأطنان من نترات الأمونيوم بعد اندلاع حريق في مكان تخزينها، فيما أظهرت أن النترات شديدة الاحتراق تم تخزينها عشوائياً في الميناء عام 2014 دون تحركات من المسؤولين.
وبعد الانفجار ازدادت الأوضاع في لبنان سوءا، حيث فاقم من الأحوال الاقتصادية المنهارة وتدهورت الليرة، بينما دخلت البلاد في أزمة سياسية بالغة، حيث لم يتم تشكيل حكومة منذ ذلك الحين، واندلعت خلافات بالغة بين الأطراف السياسية الفاعلة.