انتفاضة قوية شنها الأحواز ضد النظام الإيراني ومرشده، بسبب أزمة العطش وانقطاع المياه التي تعاني منها محافظة “خوزستان” ذات الأغلبية العربية، والتي شهدت احتجاجات قوية في جنوب غربي البلاد، للمطالبة بتوفير المياه، ما أسفر عن مقتل 8 محتجين على الأقل، فيما انتشرت قوات أمنية مكثفة في بعض المدن، وفِرَق الحرس الثوري الإيراني، وقطع أو تعطيل الإنترنت في المحافظة، وكذلك في أجزاء أخرى من إيران.
ولمواجهة تلك الاحتجاجات، أرسل المرشد عصاه الغليظة للأحواز، حيث وصل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، السبت، إلى “خوزستان”، بعدما احتج رؤساء وشيوخ العشائر العربية على الزيارة التي قام بها مبعوث حسن روحاني الرئيس الإيراني ونائبه الأول، إسحاق جهانجيري، الذي يعد الوجه الإصلاحي للنظام.
أثارت تلك الانتهاكات والقمع الإيراني غضبًا دوليًا واسعًا، حيث أعلنت منظمة العفو الدولية، أن ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا خلال الحملة المستمرة منذ أسبوع، بعد تأكُّدها من صحة لقطات الفيديو المتسقة مع روايات من على الأرض.
وأضافت منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن استعملت أسلحة أوتوماتيكية فتاكة ومسدسات والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
فيما نددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة “ميشيل باشليه”، بانتهاكات النظام الإيراني، مؤكدة أنه من الأفضل أن تعالج السلطات مشكلة شح المياه في جنوب غربي إيران بدلا من قمع الاحتجاجات بالعنف.
ووجهت “باشليه” للحكومة الإيرانية تهمة الإهمال في مواجهة الوضع الكارثي، مشيرة إلى أن إطلاق النار على الناس وتوقيفهم لن يؤديا إلا إلى زيادة الغضب واليأس، لذلك رفض المصابون الذهاب إلى المستشفى خوفًا من أن يتم توقيفهم.
كما أدانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” القمع الإيراني، مؤكدة أن السلطات استخدمت القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
وطالبت المنظمة الحكومة الإيرانية إلى إجراء تحقيق شفاف في الوفيات المفترضة، مبدية اعتراضها على انقطاع الاتصال بالإنترنت.
منذ منتصف يوليو، شهدت المحافظة احتجاجات قوية، لتحاول السلطات فرض قبضتها عليها عَبْر قمع المتظاهرين وشن حملة اعتقالات في “خوزستان”، ليتجاوز عدد المعتقلين أكثر من 100 معتقل، ودفن جثث القتلى دون الرجوع إلى أسرهم.