منذ التوصل إلى هدنة الشهر الماضي، بعد قصف متواصل يعتبر الأعنف منذ 2014، بقطاع غزة، والتي نجحت فيها مصر، تخوض القاهرة مفاوضات عديدة مع الفصائل الفلسطينية، لتبادل الأطراف الزيارات من أجل مناقشة الملفات الشائكة، بهدف التوصل لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة إعمار غزة.
ورغم المساعي الماضية المكثفة من القاهرة، طوال الشهر الماضي، إلا أنها اصطدمت بتعثرات من جانب الفصائل الفلسطينية، ليظن البعض إلغاء المفاوضات وتوقفها، حيث تم الإعلان عن وصول وفد من حماس للقاهرة بالأمس.
فيما كشفت مصادر فلسطينية أن اجتماعات القاهرة تم تأجيلها وليس إلغاؤها مثلما تم تداول الأمر، موضحة أن التأجيل جاء بسبب عدم التوافق بين حركتَيْ فتح وحماس بشأن خطة المصالحة، وتنازل كل طرف عن بعض مطالبه لأجل فلسطين.
وأضافت المصادر أنه تم تعليق مباحثات القاهرة حتى إشعار آخر لحين التوافق على الملفات العالقة وتقارب وجهات النظر بين وفدَيْ حماس وفتح، لحل الأمر.
وأشارت إلى أنه في ظل ذلك الخلاف، رأت مصر أهمية التهدئة بين الطرفين، من أجل الاتفاق، وأنها تركت لهم الفرصة لإعادة ترتيب أوراقهم، تجنبا لفشل المفاوضات الحالية التي تعد فرصة ثمينة لتحسين أوضاع البلاد.
وتابعت المصادر أنه من المفترض خلال المباحثات بين الفصائل الفلسطينية مناقشة عدة ملفات عالقة للاتفاق عليها، منها سبل تخفيف الحصار وإعادة الإعمار والهدنة، بالإضافة لوضع منظمة التحرير وتبادل الأسرى وتنفيذ الانتخابات.
كما أنه على حركة حماس تقديم تصور بشأن توصيل الدعم المالي لمستحقيه بالقطاع وتشكيل الحكومة الوطنية المقبلة، بالإضافة لمؤسسات السلطة وإحياء المشروع الوطني.
وسبق أن أعلنت حركة حماس أن وفدا برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، وصل القاهرة، أمس الثلاثاء، تلبية لدعوة من القيادة المصرية لإجراء حوارات في مختلف التطورات السياسية والميدانية، لبحث توحيد البيت الفلسطيني وتثبيت الهدنة، وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
ويتكون الوفد من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، ونائبه الشيخ صالح العاروري، ود. موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وروحي مشتهى، وحسام بدران، وزاهر جبارين، وهم من أعضاء المكتب السياسي.
وسبق أن زار اللواء عباس كامل، مدير المخابرات المصرية، قطاع غزة، لعقد اجتماعات مع قادة الفصائل الفلسطينية وبحث معهم الهدنة ووقف النار وإعادة الإعمار، تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمواصلة الجهود والاجتماعات لحل مشكلة الأسرى والمفقودين بين إسرائيل وحركة حماس، وأكد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الجبهة الفلسطينية “تحت مظلة منظمة التحرير”.