منذ فبراير الماضي، تحاول تركيا بكل السبل إعادة العلاقات مع مصر، والتي بدأت بالتودد والمغازلة عبر العديد من التصريحات ثم تقييد أنشطة الإعلام الإخواني بإسطنبول ومنع منح الجنسيات لهم وتهديد قادتهم، لتسارع الزمن من أجل أول زيارة مرتقبة من أنقرة للقاهرة بمايو المقبل.
وقبل ساعات، وفي ظل الاستعدادات لزيارة التركية، كشفت مصادر أن مصر حددت شروط بالغة الأهمية لإتمام المصالحة، وفي مقدمتها إعلان تركيا الاعتراف بثورة 30 يونيو، والتي كانت تزعم أنقرة أنها انقلاب عسكري بالبلاد، وظلت تروج له مع الإخوان لأعوام.
وأضافت المصادر أنه خلال المفاوضات الحالية تركيا ستنصاع للطلب المصري وكافة الشروط التي ستقرها القاهرة، لإتمام المصالحة سريعا وإعادة العلاقات.
وتابعت أن تركيا تسارع الخطوات من أجل المصالحة مع مصر، لإيمانها بأن القاهرة مفتاح حل الأزمات بالمنطقة، وأملا منها في دعمها بقضية الغاز في البحر المتوسط مع اليونان.
وأشارت المصادر إلى أن تركيا أكدت احترامها الكامل لإرادة المصريين، وأن أنقرة كان لديها عدة ملاحظات خلال عام حكم الإخوان، وهو ما يعد ضربة قاسمة للتنظيم الدولي.
وأوضحت تأكيد مصر على أهمية الالتزام التركي بكافة الشروط، وإلا ستنهي المصالحة، ما دفع أنقرة لعرض تسليم شباب الجماعة بإسطنبول، فيما حددت القاهرة عدة قيادات، على رأسهم يحيى موسى وعلاء السماحي.
وسبق أن كشفت مصادر أخرى بإسطنبول أن قيادات الإخوان تخطط إلى أنه في حال تنفيذ ذلك، ستتجه لإحداث انقلاب ضخم في تركيا ضد أردوغان، حيث ستشعل الأوضاع للانتقام من السلطة، بكل السبل.
وتستعد وزارة الخارجية التركية لزيارة مصر مطلع مايو المقبل وإجراء مباحثات موسعة، وفقا لما أدلى به وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، مؤكدا أن العلاقات مع مصر تتحسن وتم حل الخلافات في مختلف الملفات، والاتفاق على ضرورة القيام ببعض الخطوات من أجل التقارب بين البلدين.
كما اعترف علنا لأول مرة أن بلاده وجهت تحذيرات حاسمة لبعض المعارضين المصريين، وهم الإخوان، الذين ينشرون خطابًا متطرفًا ضد مصر.
وشهدت العلاقات بين مصر وتركيا توترًا بالغًا وصل لقطيعة دبلوماسية، منذ عزل الشعب للرئيس الإخواني محمد مرسي ، في عام 2013، والذي تزعم أنقرة أنه انقلاب، لدعمها جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما تدينه السلطات المصرية، كونها ثورة شعبية واضحة، متهمة تركيا بدعم جماعة “الإخوان المسلمين” التي أعلنتها القاهرة رسميا “تنظيمًا إرهابيًا”، وفاقم الأوضاعَ الخلافاتُ بينهما فيما يخص الملف السوري والليبي.