دعم الحرس الثوري الإيراني ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن منذ ظهورها في مطلع التسعينيات في محافظة صعدة الشمالية، وهو الأمر الذي حاول كِلا الطرفين التغطية عليه وعدم الكشف عنه.
فيما حرص الحرس الثوري وصمم منذ البداية على استخدام الحوثيين كوكيل لزعزعة توازن القوى في المنطقة، نظرًا لموقع الميليشيا الإستراتيجي بالقرب من الحدود الجنوبية للسعودية.
وتلخص الدعم الذي قدمه الحرس للميليشيا في اليمن، على تقديم شحنات الأسلحة، إلى جانب المدربين الذين أرسلهم لتعليم عناصر الميليشيا كيفية تجميع تلك الأسلحة واستخدامها، مما يدل على تورط إيران في هجمات الحوثيين ضد الدول المجاورة، كما أن ذلك أدى إلى إطالة فترة الحرب في اليمن.
وفي عام 2018، نشر مركز أبعاد للدراسات والبحوث دراسة كشف فيها أن بدر الدين الحوثي، وهو والد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، قد عاش في طهران طوال سنوات عديدة.
وذكرت الدراسة أنه تأثر بالمرشد الأعلى في إيران روح الله الخمیني والنموذج الإيراني، وأن ابنه حسين بدر الدين الحوثي قد سافر أيضًا إلى إيران في منتصف الثمانينيات.
وللحوثيين علاقة مباشرة مع إيران، كما أظهره إعلان الميليشيا بتعيين “سفير لجمهورية اليمن” خاص بهم في طهران، وذلك في انتهاك للقانون الدولي، وعلى الرغم من إنكار إيران دعمها للحوثي بالسلاح والتدريب، أظهر وفاة العميد محمد حجازي نائب قائد فيلق القدس حقيقة دعم الحرس الثوري الإيراني لميليشيا الحوثي في اليمن.
في ضوء ذلك، أقر مساعد قائد فيلق القدس الإيراني للشؤون الاقتصادية رستم قاسمي بتقديم الحرس الثوري الإيراني السلاح لميليشيات الحوثي في اليمن وتدريب عناصرها، معترفا بوجود ضباط إيرانيين مع الحوثيين في اليمن.
كما أضاف القيادي في فيلق القدس في حديث لوسائل إعلام الأربعاء أن “ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة هو بفضل مساعداتنا”.
على الجانب الآخر، علق وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، قائلا: إن “اعترافات قيادات النظام الإيراني الواضحة وآخرها تصريح مساعد قائد فيلق القدس المدعو رستم قاسمي، عن دور طهران في الانقلاب، وتقديمها دعماً عسكرياً لميليشيا الحوثي، وانخراطها في القتال إلى جانب الحوثيين على الأرض، انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، وتحدٍّ سافر لإرادة المجتمع الدولي”.
إلى ذلك أوضح الإرياني أن “التصريحات تعيد تسليط الضوء على الدور الإيراني المزعزع لأمن واستقرار اليمن، ومسؤوليته عن المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب، واستخدام طهران ميليشيا الحوثي أداة لتنفيذ أجندتها التوسعية وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب”.
كما شدد قائلاً: “المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مطالبين بالنهوض بمسؤولياتهم وفق مواثيق ومبادئ الأمم المتحدة، والضغط على النظام الإيراني لوقف تدخلاته المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، ودوره في تقويض الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة للتهدئة وحل الأزمة بطريقة سلمية”.
يذكر أن قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني كان أقر الثلاثاء أن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ونائب قائد فيلق القدس، محمد حجازي، أسسا معاً عدداً من الميليشيات في المنطقة.
وقال قاآني إن سليماني ورفيقه حجازي أسسا ما وصفها بـ”جبهات المقاومة”، في إشارة إلى الفصائل والميليشيات المسلحة التي تدعمها إيران، من لبنان إلى سوريا، وفلسطين والعراق واليمن.
وكان كشف تقرير صدر في مايو 2015 عن مركز الفكر الإستراتيجي للدراسات، أن الحرس الثوري ضالع بشكل مباشر في تدريب قوات النخبة في جماعة الحوثي.
وحدد التقرير جيش الحسين على أنه نواة قوات النخبة في جماعة الحوثي، ذاكرًا أن هذه القوة تلقت التدريب من الحرس الثوري الإيراني.
وأشار التقرير إلى أن التدريب جرى على مرحلتين، حيث ركزت المرحلة الأولى التي حصلت في 2011 و2012 على القيادات العليا والوسطية.
وتابع التقرير أن التدريب حصل في لبنان ودمشق وطهران.
وكشف أن المرحلة الثانية نفذت في مخيمات الحوثيين في صعدة، وقد شاركت فيها كوادر من حزب الله والحرس الثوري.