منذ تولي إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن تحاول إيران إحياء المفاوضات الخاصة ببرنامجها النووي لتخفيف آثار العقوبات الاقتصادية الفتاكة التي فرضها عليها الرئيس السابق دونالد ترامب، ولكن يبدو أن الأمر يقابله معضلة مزدوجة تصعب من إتمام الاتفاق.
وفي ظل المفاوضات الحالية غير المباشرة بين أميركا وإيران بوساطة دولية، أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن طهران تواجه أزمة مزدوجة خلال المباحثات الحالية، حيث إنها تقترب من عقد اتفاق نووي جديد، ولكن هذه المرة يوجد جدل بشأن المسؤول الذي سيوقع عليه، خاصة مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو المقبل.
وقالت الصحيفة في تقريرها إنه في 17 مارس الماضي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه إذا تسبب أحد أو فصيل في تأجيل إنهاء العقوبات المفروضة على بلاده ولو لساعة واحدة، فإن ذلك بمثابة خيانة عظمى للأمة الإيرانية، مضيفا أنه: “تحتاج الأقلية الصغيرة التي تعارض هذا المسار أن تتوقف عن سلوكها المدمر.. إذا توقفت فإن الحكومة تستطيع تحطيم العقوبات”.
وأشارت إلى أن روحاني صرح قبل 20 يوما معلنا بدء المباحثات بين إيران و6 قوى دولية حول الاتفاق النووي، والتي كانت تعد دليلا على الخلاف الواضح داخل إيران بشأن المفاوضات، رغم موافقة علي خامنئي بشأنها، وهو ما يجعلها معضلة داخلية صعبة.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن الأزمة الرئيسية هي رفع جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، على أن تنهي طهران انتهاكاتها للاتفاق وتتوقف عن تخصيب اليورانيوم.
وسلطت الضوء على الصراع السياسي داخل إيران، وهو ما من شأنه أن يكون أكبر أزمة بين الإصلاحيين والمتشددين، لذلك من المرجح أن ينخرط في الخلاف الحرس الثوري والجيش من جهة، والقطاع المدني من الجهة الأخرى.
وتابعت أنه في حالة قرار خامنئي تأجيل الاتفاق النووي إلى بعد الانتخابات الرئاسية، فمن الممكن أن يجد نفسه في مواجهة رئيس جديد يعارض الاتفاق، لاسيما إذا كان من الحرس الثوري، الذي يعتبر الفريق الرافض للاتفاق، وهو ما سيضع أزمة إجراء إصلاحات اقتصادية عميقة لتمهيد الطريق لأجل الاستثمار الأجنبي والمساعدات.
وأضافت “هآرتس” أن المعضلة الثانية في ذلك الأمر هو المسؤول الذي سيوقع الاتفاق النووي الجديد، حيث إن ذلك سيكون أمام اختيارين، إما قبل الانتخابات الرئاسية، في يونيو 2021، أو سيتولاه الرئيس الجديد وحكومته.
وفي الوقت نفسه، توجد معضلة أخرى للولايات المتحدة، وهي عودة واشنطن إلى الاتفاق دون أن تفقد الولايات المتحدة جزءا كبيرا من مكانتها، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، لافتة إلى أن جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات حاليا تحاول استغلال الأجواء الإيجابية والمتفائلة لتجنب توقف التفاوض.
وتأتي تلك الأزمات، بالتزامن مع تصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين، نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، التي أكد فيها أن رفع العقوبات الذي جرى تداوله في الجولة الثانية من المحادثات النووية في فيينا يوم الجمعة يعتبر أمرا معقدا.
وأضاف عراقجي أن الاستنتاج الذي تم التوصل إليه حتى الآن هو السير على الطريق الصحيح، مؤكدا أن جهود مجموعتي العمل بشأن العقوبات والإجراءات الإيرانية كانت جيدة، ولكن رفع العقوبات معقد، لذلك تم منح الأعضاء فرصة للذهاب إلى عواصمهم وإجراء المشاورات اللازمة والعودة الأربعاء المقبل لاستئناف المحادثات.