المساس بالمياه المصرية خط أحمر.. تصريحات حادة قالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل أيام، هزت المنطقة بأكملها وحركت الركود بين مصر والسودان وإثيوبيا، بعد تعقيدات ومفاوضات لم تحقق نجاحا ومساعي أديس أبابا لملء سد النهضة.
وبعد تلك التصريحات بدأت جولة جديدة من المفاوضات بين الدول الثلاث، والتي تعتبرها القاهرة الفرصة الأخيرة لإنهاء تلك الأزمة، حيث أعلن وزير الخارجية المصري أن مصر تفاوضت لأكثر من 10 أعوام بإرادة سياسية صادقة بهدف الوصول لاتفاق عادل بشأن سد النهضة، يحقق لإثيوبيا أهدافها التنموية ويحفظ في الوقت ذاته حقوق ومصالح دولتي المصب.
وشدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال اجتماع وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة، في كينشاسا، اليوم، بضرورة أن تكون المفاوضات جادة، لأنها الفرصة الأخيرة للتوصل لاتفاق.
كما أكد أهمية أن تؤدي اجتماعات كينشاسا إلى بدء جولة جديدة من المفاوضات ذات فاعلية وجدية، بمشاركة شركاء مصر الدوليين لضمان نجاحها، حيث تعد تلك المفاوضات هي فرصة أخيرة على الدول الثلاث التمسك بها من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل.
وأبدى حرص بلاده على إنجاح هذه المفاوضات والسعي لتجاوز كل النقاط الخلافية التي عرقلت جولات المفاوضات السابقة، مشيرا إلى أهمية توافر الإرادة السياسية والنوايا الحسنة لدى كل الأطراف، حتى يسهل الوصول إلى الاتفاق المرغوب بما يفتح آفاقا رحبة للتعاون والتكامل بين دول المنطقة وشعوبها.
وبدأت أمس السبت اجتماعات أطراف ملف مفاوضات سد النهضة الثلاثة، السودان وإثيوبيا ومصر، في كينشاسا عاصمة دولة الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وانطلقت باجتماعات اللجان الفنية ثم بلقاءات مباشرة بين وزراء الخارجية والري، حيث توجد توقعات بأن تختتم الثلاثاء بقمة بين رؤساء الدول الثلاثة إذا ما حدث تقدم على المستوى الفني والوزاري.
ويشارك وزير الخارجية ووزير الموارد المائية والري في الاجتماعات التي تعقد في كينشاسا بدعوة من الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، للتباحث حول إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة الإثيوبي المتوقفة منذ عدة أشهر، وذلك بهدف التوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث المتشاركة في النيل الأزرق ويحفظ حقوق مصر ويؤمنها من مخاطر وأضرار هذا السد الضخم.