في كل يوم تتكشف فضيحة جديدة من فضائح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أقحم بلاده في معترك سياسي لا علاقة لها به، خدمة لمصالحه الشخصية، وأملا في تحقيق أطماع توسعية، كانت وما زالت وستظل محض خيالات وأوهام لن يتمكن من تحقيقها على أرض الواقع.
وفي سبيل تحقيق أطماعه، اتكأ أردوغان على الفصائل السورية الموالية له، واستعان بعناصرها لتنفيذ مخططاته في عدد من الدول، وعلى رأسها ليبيا، ووصل الأمر به إلى الاستعانة بالأطفال والشباب السوريين تحت مظلة تلك الفصائل، ودفع بهم جميعا إلى جبهات القتال، دعما لميليشيات حكومة الوفاق، حتى علق المئات من هؤلاء الأطفال في طرابلس.
ووثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” وجود أطفال سوريين ممن جندتهم تركيا للقتال وأرسلتهم إلى ليبيا بهويات مزورة، بعدما نجحت في إغرائهم بالمال، عالقين في ليبيا دون مغادرة البلاد والعودة لسوريا مرة أخرى.
وكشف تقرير أصدرته المنظمة قبل بضعة أيام، عن وجود العديد من الأطفال السوريين الذين جندتهم الفصائل الموالية لأنقرة وأرسلتهم إلى ليبيا، وعمليات التجنيد التي لم تتوقف بالرغم من ادعاء وزارة الدفاع في حكومة الوفاق بفرض قيود صارمة على تجنيد الأطفال.
وأكد التقرير أن عمليات إرسال الأطفال السوريين ظلت مستمرة حتى شهر سبتمبر من عام 2020، بواسطة سماسرة يلعبون دور حلقة الوصل بين المجند أو ذويه، وقائد الفصيل من جهة أخرى؛ إذ تتفق جميع الأطراف على تزوير الأوراق الثبوتية وتغيير تاريخ الميلاد، أو استخراج وثائق جديدة تحمل بيانات غير حقيقية، حتى لا يتضح عمر الطفل الحقيقي.
وبحسب التقرير، وصل عدد الأطفال السوريين المجندين حتى فبراير الماضي إلى نحو 200، في مدينة طرابلس الليبية، في معسكر بالقرب من مطار معتيقة الدولي، بالإضافة إلى وجود عدد من الأطفال في مواقع أخرى يؤدون مهام عسكرية.
وخلال شهادة عرضتها المنظمة الحقوقية، تمكنت من جمع معلومات عن 8 أطفال على الأقل، تم تجنيدهم للقتال في ليبيا، عاد منهم اثنان إلى سوريا، بينما لا يزال 6 آخرون منهم عالقين هناك، أكدت أنه تم جمع نحو 200 مقاتل تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عامًا، في معسكر حديث أُنشئ في مطار معتيقة، بعد صدور قرار قضى بترحيل المقاتلين الأطفال والبالغين، إلا أنهم لا يزالون عالقين في ظل ظروف سيئة ونقص في الرعاية الطبية، وهم ممنوعون من المغادرة.
وبحسب إحدى الشهادات، جندت مجموعة ليبية مسلحة تدعى “لواء الصمود”، سوريين مع أطفالهم للقتال، عبر وسطاء سوريين مقيمين في ليبيا منذ فترات طويلة، بشكل منفصل عن عمليات التجنيد التي كانت تتم برعاية تركيا.
كشف موقع «المونيتور» في تقرير له عن كيفية تزوير أعمار الأطفال والمراهقين من خلال إصدار بطاقات هوية مزورة لهم، حيث يتم التلاعب بتواريخ ومكان ميلادهم، إضافة إلى استخدام أسماء إخوانهم الأكبر سنًا للتضليل وللتغطية.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فكشف هو الآخر في العديد من البيانات الصادرة عنه، عمليات تجنيد الفصائل الموالية لأردوغان الأطفال السوريين والدفع بهم لجبهات القتال في ليبيا لصالح حكومة الوفاق، مؤكدًا أن فصيل “السلطان مراد”، هو الرائد في تجنيد الأطفال السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الكثير من الأطفال يذهبون من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين، بحجة العمل هناك في بداية الأمر ومنهم من ذهب دون علم ذويه، ليتم تجنيدهم بعفرين من قبل الفصائل الموالية لتركيا، وإرسالهم للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق.