في ظل مساعي تركيا العديدة لإعادة العلاقات مع مصر، والتودد لها ومغازلتها علنا، ثم التقارب بتغيير اللهجة التي تحدث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالأمس عن القاهرة، بات الأمر يجذب العالم أجمع.
وتهافت المحللون السياسيون على تحليل ذلك التطور، حيث أكد موقع “المونيتور” الأميركي وجود مؤشرات على كسر الجمود في العلاقات بين تركيا ومصر، وهو ما أرجعته أن تكون المصالحة الخليجية أثرت بصورة إيجابية على رغبة أنقرة في المصالحة مع القاهرة.
وأضاف الموقع الأميركي أنه بعد 7 أعوام من الجمود في العلاقات، تحدث أردوغان أمس الجمعة قائلا إنه لا توجد مشكلة في استئناف العلاقات على مستوى رفيع مع مصر، ولكن لم يصل إلى أعلى مستوياته، ليكون أول تصريح رسمي من الرئيس التركي، بينما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يوافق رسميًا على عودة العلاقات.
عودة العلاقات بين البلدين، ليست سهلة على الإطلاق، حيث يواجهها عقبات عديدة، وهو ما سيستغرق وقتا طويلا، في ظل التواجد العسكري التركي في ليبيا، ودعم أنقرة لجماعة الإخوان، ومواقف الرئيسين السيسي وأردوغان، وفقًا للمونيتور.
وأشار إلى أنه رغم تراجُع أردوغان كثيرًا عن لهجته العدائية ضد السيسي، ولكنه ما زال يحيي أنصاره بعلامة رابعة، المرتبطة بجماعة الإخوان التي تصنفها مصر كجماعة إرهابية.
كما يرى أن العودة التركية المصرية سيكون لها تأثير كبير على المنطقة، حيث يهدف أردوغان إلى الحصول على دعم مصر في نزاع تركيا مع اليونان حول إعادة ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، وهو ما يعتبر هدفًا بعيد المدى، حيث تحافظ القاهرة على الاتفاق البحري الذي توصلت إليه مع أثينا وقبرص.
وتابع المونيتور أن التقارب المصري التركي يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على ليبيا، حيث تدعم القاهرة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، بينما ترسل أنقرة مرتزقة من سوريا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، وهو ملف يمكن العمل عليه لإعادة الاستقرار لطرابلس.
كما سيؤثر على أماكن صراع النفوذ في إفريقيا، حيث تدعم تركيا الإخوان والإرهاب بالقارة، وسبق أن امتلكت علاقات وثيقة مع الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير، المشتبه في كونه مجرم حرب، والذي تمت الإطاحة به في عام 2019، بينما ترتبط مصر حاليا مع عبد الله حمدوك رئيس الوزراء بعد الإطاحة بالبشير، الذي زار القاهرة منذ أيام، في خطوة تحمل رسائل سياسية وأمنية ضد قرار إثيوبيا بالبدء في ملء سد النهضة دون التشاور مع مصر والسودان.
وأشار إلى أن مصر وتركيا على علاقات قوية مع دول في القارة الإفريقية، مثل غينيا بيساو والسنغال وغانا والصومال.