مع تولي الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة، غيّر الكثير من سياسات سابقه، واتخذ مواقف مختلفة مع بعض الدول، لتتجه بدورها تلك البلدان لاتباع آليات جديدة، خاصة التي تجمعها خلافات، وفي مقدمتهم إيران.
تعاني إيران من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ 2018 بسبب برنامجها النووي، وانسحاب واشنطن من الاتفاق بقرار من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهو ما تسبب في أضرار جسيمة باقتصادها وكافة مجالاته.
وبسبب تلك الحالة الاقتصادية المتدهورة، ترى صحيفة “لوموند” الفرنسية أن ذلك من الممكن أن يدفع إيران للتفاوض مجددًا مع إدارة الديمقراطي جو بايدن.
وقالت الصحيفة الفرنسية: إن طهران تحاول التأقلم مع واقع العقوبات المفروضة عليها، لكن اقتصادها تدهور بشدة، حيث تسبب في هروب الشركات الأجنبية وتعقيد الحركة التجارية والركود، وهبوط العملة الوطنية أمام الدولار، ومن ثم اضطرابات اجتماعية، لذلك لم تنجح إيران في تلبية احتياجات السكان، وبالكاد تأمل تحقيق نمو بنسبة 3.2 % في 2021.
وأشارت إلى أن إيران في حاجة ماسة إلى تحقيق نسبة نمو بين 8 و10 % للحد من ارتفاع البطالة بين الشباب، وهو ما يبدو مستحيلاً في ظل استمرار العقوبات.
لذلك طرحت الصحيفة تساؤلاً، وهو “هل إيران مستعدة للموافقة على إعادة التفاوض مع أميركا للعودة إلى الاتفاق النووي من أجل رفع العقوبات في أفق لا يزال غامضًا، أم أنها ستستمر على الوضع الراهن تحت مسمى مقاومة الغرب؟”، مؤكدة أن الخيار الثاني سيسبب غضب المواطنين الذين يتحملون تداعيات العقوبات نتيجة خيارات سياسية لقادتهم“.
“لوموند” أكدت أنه في ظل العقوبات الأميركية، لجأت إيران للحفاظ على أسواقها التقليدية من دول الجوار أساسا إلى جانب الصين، خاصة مع التقارب الثقافي بين هذه الدول، حيث تُباع السلع الإيرانية بسهولة أكبر في أفغانستان عن أوروبا، وهو ما يفرض أزمة على التصدير للقارة العجوز.
وأوضحت أن إيران حاولت مقاومة الضغوط الاقتصادية والسياسية حاليا على الأقل، لكن مستقبلاً ستكون في حاجة لرفع العقوبات من أجل تلبية احتياجات المواطنين من حيث التوظيف.