بعد ما يزيد عن عام، تضاعفت فيه الخلافات بين تركيا وأميركا وأدى لفرض عقوبات قاسية على أنقرة أطاحت باقتصادها على يد الرئيس السابق دونالد ترامب، أقدمت تركيا على تنازل غير مسبوق لإدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.
صفقة نظام الصواريخ الروسية “إس-400″، كانت سببا في منع طائرات الشبح الأميركية عن تركيا، ولم تفلح أي محاولات لتعطيل الصفقة الروسية، ولكن قبل ساعات اتخذت أنقرة مسارا مختلفا تماما.
وأعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، أن أنقرة مستعدة لعدم استخدام نظام الصواريخ “إس-400” الذي تم شراؤه من روسيا، بهدف تخفيف التوتر بشأن هذه القضية مع إدارة بايدن.
وأضاف خلوصي آكار، في مقابلة مع صحيفة “حرييت” التركية، “نحن منفتحون على التفاوض بشأن نموذج مشابه لما هو معمولٌ به في صواريخ إس-300 الموجودة في جزيرة كريت في اليونان”.
وأجاب على سؤال بشأن الوضع “غير العملي” للصواريخ الموجودة في كريت، بقوله: إن تركيا ليست مضطرة إلى “استخدامها طوال الوقت”، مشيرا إلى أن “هذه الأنظمة تستخدم في حال وجود عمل تهديدي، وسنقرر بشأن ذلك”.
وبناء على ذلك التصريح المفاجئ الذي يخالف وجهة النظر التركية مسبقا، يرى مراقبون أن تنازل تركيا بتجميد وضع هذه الصواريخ الروسية يمكن أن يساعد في تلبية المطالب الأميركية.
بينما من ناحيته، أكد الناطق باسم البنتاغون، جون كيربي، أن موقف واشنطن من هذا الأمر “لم يتغير”، مطالبا تركيا بالتخلي عن أنظمة “إس-400”.
في عام 1999، خلال مواجهة الاحتجاجات الشديدة من تركيا، عدلت قبرص من نشر صواريخ “إس-300” بعدما طلبتها من روسيا ووضعتها في جزيرة كريت بالاتفاق مع أثينا، لتصبح فيما بعد مالكة لها، بينما لم تستخدم الصواريخ سوى في تدريبات 2013.
وسبب شراء أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية “إس-400” توترا شديدا في العلاقات مع واشنطن، حظرت بسببه الولايات المتحدة منح أي تصاريح لتصدير الأسلحة للوكالة الحكومية التركية المكلفة شراء تجهيزات عسكرية لمعاقبة أنقرة، كما حجبت مشاركة تركيا في برنامج تصنيع الطائرة الحربية الأميركية “إف-35” على اعتبار أن صواريخ “إس-400” يمكن أن تكشف أسرارها التكنولوجية.
كما أكد الأميركيون أن المنظومة الروسية لا تتوافق مع أنظمة الدفاع لدى حلف شمال الأطلسي، الذي تنتمي إليه تركيا والولايات المتحدة.