تحولت تركيا لبلد تتفشى فيه الأمراض والأوبئة والجرائم والانتهاكات، لتتصدر القوائم السوداء بها، بينما ينشغل رئيسها رجب طيب أردوغان بتوسيع نفوذه وزيادة ثروته وتنفيذ مخططاته الإرهابية.
وفي آخر الوجوه التي يتم الكشف عنها في تركيا، حيث تحولها لبؤرة تهريب المخدرات بالعالم، خاصة الكوكايين، وفقا لموقع “نورديك مونيتور” السويدي، مشيراً إلى أنه منذ حملة التطهير التي أطلقها أردوغان عقب مسلسل الانقلاب المزعوم في يوليو 2016، استهدف فيها الآلاف من رجال الشرطة والقضاء، بما في ذلك العديد من المدعين العامين والضباط المشاركين في التحقيق في الفساد والجماعات المتطرفة وتجار المخدرات.
كما تعرض قسم المخدرات لضربة قوية، بعد أن أحضر أردوغان سليمان صويلو، المتورط في عصابة لتهريب المخدرات، وزيرا للداخلية، الذي أزاح قادة الشرطة المخضرمين واستبدلهم بأصدقائهم الذين لديهم سجلات إجرامية وعلاقات بعصابات الجريمة المنظمة.
ومن بين مسؤولي الشرطة الذين استهدفهم أردوغان، كان رجال مكافحة المخدرات، ثم عين سليمان صويلو وزيرا للداخلية رغم تورطه مسبقا مع أكبر عصابة تهريب المخدرات، وهو ما زاد من نفوذ تلك العصابات بالبلاد، لتتحول تركيا إلى بؤرة لنشرها حول العالم بسبب سياسات الرئيس الفاسدة.
الكوكايين، جاء في مقدمة المخدرات التي يتم نقلها عبر تركيا على نحو غير مسبوق، وفقاً للموقع السويدي، مرجحاً وجود مسؤول سياسي بارز جديد وقوي، ظهر على الساحة لنقل كميات كبيرة من المخدرات عبر الموانئ البحرية التركية.
وفي يونيو 2020، صادرت شرطة المخدرات الكولومبية ما يقرب من 5 أطنان من الكوكايين لتركيا، حيث كان من المقرر أن تسافر بحرا من ميناء بوينافينتورا إلى تركيا وتبلغ قيمتها السوقية 265 مليون دولار في السوق غير القانونية؛ ما يعني زيادة هائلة في تمويل المنظمات غير القانونية التي حاولت الاتجار بالمخدرات.
وكشفت التحقيقات في كولومبيا وقتها، أنه أثناء تفتيش الشحنة المطاطية، اكتشف كلب الكوكايين، الذي تم تمويهه في 1733 قطعة قماش بيضاء تزن 30 كيلوجراما، ليصبح المجموع 4928 كيلوجراما، كان ينوي نقله على طول ساحل المحيط الهادئ الكولومبي إلى أميركا الوسطى ثم إلى تركيا لاحقًا.
بينما أعلنت وزارة الدفاع الكولومبية أن الكوكايين المضبوط كان متوجها إلى تركيا، وهو ما كشف الأوضاع في أنقرة التي لم تكن قط بلد عبور أو وجهة للكوكايين، فضلا عن وجود لاعب جديد جريء للغاية وذو نفوذ واسع ليستقل تلك المدينة المهولة بأنقرة.
وأوضح “نورديك مونيتور” أن المخدرات غير المشروعة تنتقل بطرق ووسائل مختلفة تحت حماية المنظمات الإجرامية، ويأتي الكوكايين بشكل أساسي من بلدان أميركا اللاتينية مثل بوليفيا وبيرو وكولومبيا، ثم ينتقل إلى أوروبا عن طريق السفن أو الجو.
ولفت إلى أن تركيا باتت تسجل أكبر عدد من عمليات ضبط المخدرات غير المشروعة، لتحتل المرتبة الثانية بعد إيران، في أعلى عدد من عمليات ضبط المخدرات غير المشروعة سنويا، وفي بعض الأعوام، تجاوز عدد المضبوطات التركية تلك التي صادرتها إيران.
كما نوه بتعرض خطة التعاون مع إدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA) لضربة كبيرة بعد أن اعتقلت تركيا متين توبوز، المترجم منذ فترة طويلة في القنصلية العامة الأميركية في إسطنبول فيما بعد والذي كان مساعدا في إدارة مكافحة المخدرات، فيما يبدو أنه حملة تديرها الحكومة لاستهداف المسؤولين الأميركيين.
