مازالت انتهاكات السلطات التركية مستمرة في جامعة البوسفور، التي تشهد احتجاجات مستمرة على مدار شهر، من طلاب وأعضاء هيئة تدريس ضد تعيين رئيس جديد لها دون انتخابات.
وخرجت مظاهرات حاشدة بجامعة البوسفور، في 2 يناير الماضي، بعد قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتعيين مليح بولو، رئيسا جديدا للجامعة من خارجها، كونه أحد المقربين له، دون الكوادر البارزة في الجامعة، لتواجه السلطات تلك الاحتجاجات بحملة قمع كبيرة ضخمة.
وتجددت بالأمس، المظاهرات بالجامعة، حيث فرقت قوات الأمن المحتجين ولم تسمح للطلاب القادمين للتضامن مع زملائهم بالدخول واعتدت عليهم، بالإضافة إلى اعتقال العشرات بين الحين والآخر، للضغط على الآخرين لوقف الاحتجاجات والرضوخ للقرار، ولكن تلك الحملات والانتهاكات أشعلت غضب الطلاب واستمروا في مظاهراتهم.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، حيث ردد المحتحين شعارات مثل: “فلتخرج الشرطة” و”الجامعات لنا”، وتم اعتقال أكثر من 160 طالبا.
جذبت تلك الأحداث والانتهاكات، أنظار العالم الذي ندد بها، حيث وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، تلك الأوضاع في البوسفور بـ”حرب”، مؤكدة أن أردوغان يهدف من خلالها إلى السيطرة على الجامعة.
وأكدت الصحيفة الأميركية أنه بحسب التقاليد، يجب أن يختار الأكاديميون رئيس الجامعة، الذي يتولى الاهتمام وتنفيد عدة جوانب هامة في الحياة الجامعية، ومن ثم فإن أردوغان تجاهل كل ذلك بتعيينه مليح بولو.
وتابعت أن جامعة البوسفور كانت هدفا منذ فترة طويلة لأردوغان وأنصاره، كونها نجت من عمليات التطهير التي شهدتها البلاد عقب مسرحية الانقلاب منتصف يوليو 2016، ومن ثم فإن أردوغان أراد السيطرة عليها لذلك دفع بتعيين مقرب له لتوسيع نفوذه التي يريد تمديده في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية بتركيا.
كما أثارت تلك الأحداث غضب الساسة والمعارضين الأتراك، حيث هاجم رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، انتهاكات السلطات التركية بحق الطلاب والأكاديميين، مؤكدا أن الرد العنيف على الاحتجاجات هو أمر “غير مقبول وغير مبرر”.
وأضاف باباجان أن التطورات الأخيرة في جامعة البوسفور تثير تقلق الجميع، خاصة أن السياسات الداخلية التي بثتها الحكومة من خلال الاستقطاب والتضارب، تلحق ضررا كبيرا بالبلاد.
وأكد أن طلاب البوسفور احتجوا بناء على حقهم الذي كفله الدستور لهم، بتنظيم مظاهرات لا تنطوي على عنف، موضحا أنه تم اعتقال 159 طالبا من البوسفور، وتعرض هؤلاء الطلاب للعنف في واحدة من أبرز الجامعات في تركيا.
كما أشار إلى أن الحكومة التي لا تستطيع حل أي من مشاكل البلاد، تشغل الشعب بالكامل من خلال الأعمال العدائية، مضيفا أن الحكومة والصحافة الموالية يحاولون خلق أجواء مزعومة لإشعال الخلاف بين شرائح مختلفة من المجتمع، وهو ما اعتبره وضعا خطيرا للغاية.