استعدادات ضخمة، وتدابير عديدة، وإجراءات استثنائية، وأنفاس متسارعة، وأنظار معرفية، وتوقعات بمخالفة للأعراف.. أجواء مشحونة تشهدها الولايات المتحدة خلال الساعات الحالية قبيل حفل تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن، حيث تسيطر حالة من القلق والجدل بالبلاد.
في 20 يناير الجاري، يشهد حفل تنصيب الرئيس 46 في تاريخ أميركا، جو بايدن، ليسبقه مخاوف بالغة من تكرار أحداث شغب الكونجرس قبل أسبوعين، فضلا عن توقعات بمخالفة دونالد ترامب بالحضور.
مراسم تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، محددة مسبقا بالدقائق في القانون المحلي، حيث قالت “إذاعة ميشيغان”: إن أبرز ملامح حفل التنصيب، هو أنها تبدأ بالنشيد الوطني في الـ11:30 صباحا، بالتوقيت المحلي، على أن تؤدي نائبة الرئيس المُنتخبة كمالا هاريس، اليمين أمام قاضية المحكمة العليا سونيا سوتومايور، قبل الظهر بقليل، ويعقبها تأدية الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس ظهرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، على الجبهة الغربية في الكابيتول.
بعد اليمين الدستورية، يلقي الرئيس الأميركي خطابه الأول بعد التنصيب، الذي يتضمن جدول أعمال ورؤية الرئيس الجديد، والمتوقع أن يتضمن مساعيه لهزيمة جائحة كورونا، وإعادة البناء بشكل أفضل، وتوحيد أميركا والتغلب على أخطاء ترامب.
ومن المتوقع حضور ما يقرب من 1000 ضيف، أغلبهم من أعضاء الكونجرس، فيما على الرئيس الجديد الانتقال إلى الجبهة الشرقية في الكابيتول من أجل استعراض الجاهزية الأمنية، وتقييم القوات العسكرية.
وعقب ذلك يتوجه الرئيس الجديد بصحبة الرؤساء السابقين وزوجاتهم إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية، لوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، ليدخل فيما بعد لأول مرة إلى البيت الأبيض بمرافقة عسكرية، مع تمثيل كل فرع من فروع الجيش قبل أمسية من الأنشطة الافتراضية.
ورغم ثبات تلك التقاليد لما يزيد عن قرن ونصف بواشنطن، إلا أنه من المتوقع أن يخالفها دونالد ترامب لأول مرة، بعدم مشاركته لجو بايدن في الحفل، حيث من المفترض أن يجلس الرئيس المنتهية ولايته ورؤساء سابقون آخرون خلف الرئيس الجديد؛ ما يرمز إلى الانتقال السلمي للسلطة.
بينما من المفترض أن يغادر ترامب البيت الأبيض صباح الأربعاء، بحفل وداع في قاعدة أندروز المشتركة، في طريقه إلى منتجع مار إيه لاغو في فلوريدا، حيث ينوب عنه بحفل التنصيب نائبه مايك بنس.
وسيتضمن حفل وداع ترامب موكبا فخما ومظاهر احتفالية، وحارسا ملونا وفرقة عسكرية وتحية 21 طلقة مدفعية وسجادة حمراء، ومن المتوقع أن يغادر بعد ذلك إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا.
ومن المقرر أن يجرى التنصيب وسط أجواء استثنائية، بعد أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، لذلك سيكون للأحداث أكبر وجود أمني في حفل تنصيب تاريخ أميركا، حيث سيتم نشر نحو 25 ألف جندي من الحرس الوطني، وهو ما يعتبر خمسة أضعاف أفراد الخدمة الأميركية المتمركزين حالياً في العراق وأفغانستان، فضلا عن إغلاق مبنى الكابيتول، ومساحات شاسعة من وسط مدينة واشنطن، مع تمديد حالة الطوارئ العامة في المدينة.
بينما نشرت وزارة الدفاع الأميركية 750 فردا من القوات الخاصة ذوي خبرة في التعامل مع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية والإشعاعية، وقوة متخصصة في التخلص من الذخائر المتفجرة والفرق الطبية الماهرة للتعامل مع الصدمات المفاجئة، بجانب فرض قيادة الدفاع الجوي حظرا للطيران في سماء واشنطن في يوم التنصيب.
كما يتغيب حشود المؤيدون المعتادة خارج الكابيتول وداخله، حيث كان من المعتاد أن تقدم لجنة الكونجرس المشتركة لحفلات التنصيب 200 ألف تذكرة للاحتفالات، ولكن بسبب جائحة كورونا، لم يتم تقديم تذاكر للجمهور، على أن يشاهدوا عبر بث مباشرة من قبل لجنة التنصيب الرئاسي.