ذات صلة

جمع

قضية نتنياهو بين السياسة والقضاء.. هرتسوغ يحسم الجدل

في خضم الجدل المتصاعد حول مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي...

ليلة نارية شرقًا.. روسيا تعلن إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية

شهدت الجبهة الشرقية واحدة من أكثر الليالي توترًا منذ...

إنذار واشنطن الأخير.. ماذا يعني انتهاء مهلة تجريد سلاح حزب الله؟

يشهد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق في الضغط الأمريكي على لبنان، حيث أنه من المقرر أن تنهي مهلة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب المحددة لتجريد سلاح حزب الله بحلول 31 ديسمبر.

وقالت مصادر: إن هذا الموعد النهائي، الذي أُطلق عليه ضمن الأروقة السياسية إنذار واشنطن الأخير، يضع المنطقة بأسرها على حافة التوتر، ويطرح تساؤلات جدية حول الخيارات المطروحة أمام الإدارة الأمريكية وما هي التداعيات المحتملة على لبنان والأمن الإقليمي.

خلفية الإنذار

وأوضحت المصادر، أنه لطالما اعتمدت الولايات المتحدة على استراتيجية الاحتواء الاقتصادي والدبلوماسي البطيء في التعامل مع نفوذ إيران ووكيلها اللبناني حزب الله، لكن إدارة دونالد ترامب، التي تبنت شعار أمريكا أولاً وانسحبت من الاتفاق النووي، رأت أن هذا النهج غير فعال في مواجهة التهديد المتزايد.

التهديد الصاروخي الدقيق

وكشفت المصادر، أنه كان الدافع الأبرز لرفع سقف المواجهة هو التقرير المتعلق بتطوير حزب الله لبرنامج الصواريخ دقيقة التوجيه “PGMs” داخل الأراضي اللبنانية والسورية، وهو ما يمثل تهديدًا وجوديًا مباشرًا لإسرائيل، وتعتبر واشنطن أن سلاح حزب الله أصبح جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الإيرانية لـ “تطويق” الخصوم.

ماذا يعني انتهاء المهلة؟ الخيارات الأمريكية المطروحة

وترى المصادر، أنه بما أن تجريد سلاح حزب الله عسكرياً يعتبر عملية شديدة التعقيد ومحفوفة بالمخاطر الإقليمية، فإن انتهاء إنذار واشنطن الأخير لا بد أن يترجم إلى مجموعة من الإجراءات التصعيدية غير العسكرية منها العقوبات الاقتصادية القصوى، وهذا هو الخيار الأرجح والأكثر فعالية فور انتهاء مهلة ترامب أو عقوبات شاملة على المصارف اللبنانية، حيث يتم توسيع نطاق العقوبات لتشمل أي مؤسسة مالية تتعامل بشكل غير مباشر مع حزب الله أو الكيانات المرتبطة به؛ مما قد يؤدي إلى عزل النظام المالي اللبناني بالكامل عن النظام الدولي “SWIFT”، وتصنيف كيانات جديدة كمنظمات إرهابية تستهدف شخصيات سياسية ومؤسسات “غير عسكرية” تابعة أو مقربة من الحزب؛ مما يقوض شرعيتها السياسية والمالية داخل لبنان، ومطالبة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بتبني موقف أمريكي أكثر تشددًا وتجميد أرصدة أي كيانات مرتبطة بالحزب تعمل على أراضيها.

ما هي التداعيات على لبنان والأمن الإقليمي؟

وأشارت المصادر، أن انتهاء مهلة تجريد سلاح حزب الله سيكون له تداعيات كارثية محتملة على الدولة اللبنانية وشعبها، التي تعاني بالفعل من انهيار اقتصادي غير مسبوق، حيث أنه قد تؤدي العقوبات الشاملة إلى انهيار القطاع المصرفي ونظام سعر الصرف، وتحويل لبنان إلى دولة معزولة اقتصاديًا؛ مما يجعل الأزمة المعيشية أمرًا لا يمكن تحمله، مؤكدة أن الضغط الأمريكي يهدف إلى خلق انقسام داخلي عميق وإجبار القوى السياسية الأخرى على اتخاذ موقف حاسم ضد سلاح حزب الله، مما يهدد بإشعال فتيل الفتنة الداخلية.

وترى المصادر، أن إنذار واشنطن الأخير ليس مجرد تهديد دبلوماسي، بل هو تفعيل لأدوات الضغط الاقتصادي القاتلة التي تهدف إلى عزل حزب الله عن البيئة الحاضنة له وتدمير قدرته المالية والسياسية، حتى لو كان الثمن هو إغراق الدولة اللبنانية في الفوضى.