ذات صلة

جمع

الستار الحديدي.. كيف سترد روسيا على الإجراءات العسكرية الألمانية المفاجئة؟

تشهد العلاقات الروسية–الألمانية واحدة من أكثر مراحلها توترًا منذ...

مستقبل لبنان.. هل يمتلك الفاتيكان أوراق ضغط لإجبار الأطراف على المصالحة؟

تعيش الساحة اللبنانية لحظة سياسية شديدة الحساسية، مع استمرار...

الدرس القاسي.. خطة ترامب لغزة تحولت إلى عبء سياسي بلا تنفيذ عملي

تكشف التطورات الأخيرة أن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي...

الصندوق الأسود.. كيف يمهد التحرك ضد الإخوان لخارطة سياسية جديدة في تونس؟

تشهد تونس تحوّلات سياسية متسارعة، تفتح الباب أمام مرحلة...

الستار الحديدي.. كيف سترد روسيا على الإجراءات العسكرية الألمانية المفاجئة؟

تشهد العلاقات الروسية–الألمانية واحدة من أكثر مراحلها توترًا منذ نهاية الحرب الباردة، بعدما اتخذت برلين خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة من الإجراءات العسكرية المفاجئة، اعتبرتها موسكو تحولًا استراتيجيًا جديدًا يتجاوز حدود الدعم التقليدي لأوكرانيا، ويمسّ مباشرة منظومة الردع الروسية.

هذه التطورات دفعت مصادر إلى الحديث عن عودة الستار الحديدي في نسخة جديدة، تعيد أوروبا إلى أجواء الاستقطاب العسكري، وتفتح الباب أمام مواجهة مفتوحة قد تغيّر شكل الأمن الأوروبي خلال السنوات المقبلة.

الإجراءات الألمانية المفاجئة

شهدت برلين تحولات لافتة في الأسابيع الأخيرة، أهمها رفع موازنة الدفاع بشكل استثنائي، مع التركيز على القدرات الجوية والصاروخية، في خطوة تُعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية وإرسال دفعات جديدة من الأسلحة النوعية لأوكرانيا، تشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة ومدرعات هجومية وإعادة نشر وحدات من الجيش الألماني داخل دول البلطيق، في إطار تعزيز تواجد الناتو على الحدود الشرقية و استحداث مراكز قيادة مشتركة مع الولايات المتحدة وبولندا، ما اعتبرته موسكو “تحوّلًا عدائيًا مباشرًا” بعد عقود من تحفظ برلين العسكري.

المفاجأة لم تكن في الدعم، بل في السرعة والجرأة التي اتُخذت بها القرارات، لتتحول ألمانيا التي كانت تُعرف بأكثر دول أوروبا تحفظًا في الملفات العسكرية إلى لاعب عسكري من الصف الأول.

لماذا تعتبر موسكو التحرك الألماني رسالة خطيرة؟

وأكدت مصادر، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية منها ذاكرة تاريخية حساسة و الموقع الجغرافي الألماني و دور ألمانيا داخل الناتو، باعتبارها القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا، تستطيع ألمانيا تحويل قدراتها المالية إلى قوة عسكرية ضخمة خلال فترة قصيرة، ما يجعلها مركز الثقل العسكري في أوروبا، وهي خطوة لا ترغب موسكو في رؤيتها.

السيناريوهات المحتملة

وكشفت المصادر، أنه ضمن السيناريوهات المحتملة تعزيز الوجود العسكري على حدود أوروبا و تحالفات جديدة خارج الساحة الأوروبية والضغط على أمن الطاقة في أوروبا، وقد تلجأ موسكو إلى تقليص صادرات الغاز إلى أوروبا عبر خطوط ما تزال فعالة وتوسيع التعاون في مجال الطاقة مع الصين والهند كبديل اقتصادي و تشجيع عدم الاستقرار في أسواق الطاقة لرفع التكلفة على الدول الأوروبية و ألمانيا تعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة، وهو ما يمنح روسيا ورقة ضغط فعّالة.

هل يمكن أن تصل المواجهة إلى مستوى صدام مباشر؟

واختتمت المصادر، أنه رغم التصعيد الحالي، فإن احتمالات المواجهة المباشرة بين روسيا وألمانيا تبقى منخفضة، لأن ألمانيا لا تتحرك بمفردها، بل ضمن إطار الناتو، وموسكو تدرك أن أي ضربة مباشرة لألمانيا تعني مواجهة شاملة مع الحلف و ألمانيا تعتمد على الردع الأمريكي في البنية الدفاعية، لكن ذلك لا ينفي أن التوتر قد يرتفع إلى مستويات غير مسبوقة منذ نهاية الاتحاد السوفيتي، وقد يشهد العامان المقبلان سباق تسلّح جديدًا يعيد أوروبا إلى أجواء الستار الحديدي.

يذكر أن إجراءات ألمانيا العسكرية المفاجئة فتحت فصلًا جديدًا من التوتر مع روسيا، فصلًا يعيد أوروبا إلى أجواء المعسكرات والاستقطاب، ويقود إلى شكل جديد من الستار الحديدي؛ هذه المرة ليس على أساس أيديولوجي فقط، بل على أساس سباق تسلّح متعدد الأطراف.