ذات صلة

جمع

حظر الإخوان يصل أوروبا.. هل يبدأ الغرب تحركًا جماعيًا لإنقاذ حضارته؟

في ظل المتغيرات المتسارعة على الساحة السياسية الدولية، عاد...

الشبكات الخفية.. كيف تغلغل الإخوان في التعليم والجمعيات الفرنسية؟

تتزايد المخاوف داخل المجتمع الفرنسي من تمدد تيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يوصف في العديد من التقارير الاستخباراتية والبحثية بأنه يقود استراتيجية ناعمة للنفوذ داخل المؤسسات التعليمية والجمعيات الثقافية والدينية في فرنسا.

باريس تشدّد الرقابة لمواجهة تأثير الإخوان

وبينما تتجه الحكومة في فرنسا نحو تشديد رقابتها على الجمعيات الدينية والمدارس الخاصة ذات الطابع الإسلامي، ترى مصادر أن هذا التوجه يأتي نتيجة تنامي الشعور المجتمعي بأن التغلغل الإخواني لم يعد مجرد نشاط دعوي أو ثقافي، بل بات مرتبطًا بمحاولات التأثير في الهوية الوطنية والولاء المدني.

وأوضحت مصادر، أن جماعة الإخوان المسلمين تركز على اختراق الفضاءات المحلية، خاصة المدارس الحرة والجمعيات الثقافية التي تتعامل مع أبناء الجاليات المسلمة، ما يمنحها مساحة مؤثرة لتشكيل الوعي الديني والاجتماعي لدى الأجيال الجديدة بطريقة تتعارض مع قيم الجمهورية الفرنسية.

منافذ التغلغل الإخواني في فرنسا

وأكدت المصادر، أن المدارس الخاصة ذات الخلفية الإسلامية أصبحت أحد أهم منافذ التغلغل لجماعة الإخوان المسلمين في فرنسا.

وأوضحت تقارير إعلامية فرنسية، إلى أن العشرات من هذه المدارس تأسست خلال العقدين الماضيين تحت شعارات الاندماج والتنوع الثقافي، لكنها في الواقع ترتبط بشخصيات قريبة من جماعة الإخوان أو من منظمات أوروبية تمول مشاريع تعليمية ذات طابع ديني.

وفي هذا السياق، قالت مصادر: إن الإخوان يعتمدون أسلوب الاختراق التدريجي عبر شبكات متشابكة من المنظمات غير الحكومية والمراكز الثقافية، تُدار من قبل شخصيات فرنسية من أصول عربية أو إفريقية تتبنى فكر التنظيم وتُخفي ارتباطاتها التنظيمية.

ويضيف المصدر أن هذه الشبكات تستفيد من الغموض القانوني الذي يميز الجمعيات الأهلية، ما يجعل تفكيكها صعبًا ما لم تُثبت صلتها بتمويلات خارجية أو أنشطة مخالفة للقانون.

كيف يمكن مواجهة تغلغل الإخوان؟

وقالت المصادر: إن مواجهة تغلغل الإخوان لا يمكن أن تقتصر على الإجراءات الأمنية فقط، بل يجب أن تشمل إصلاحات في التعليم وتعزيز الاندماج الاجتماعي ومحاربة التهميش الاقتصادي للجاليات المسلمة، فالتنظيم يستغل هذه الفجوات لطرح نفسه كبديل يحمي الهوية الإسلامية ويوفر شعورًا بالانتماء داخل مجتمع يشعر بعض أفراده بالإقصاء.

وتدل المؤشرات مجتمعة على أن فرنسا تواجه معركة فكرية واجتماعية معقدة ضد تمدد الإسلام السياسي، خصوصًا داخل المؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية التي تشكل العمود الفقري لشبكات الإخوان في أوروبا، فبينما تتخذ الحكومة إجراءات صارمة وتزيد الرقابة، يبقى التحدي الأهم هو تحصين المجتمع الفرنسي من الداخل، عبر ترسيخ ثقافة المواطنة ومقاومة التطرف الفكري، مع الحفاظ على توازن دقيق بين الأمن والحرية، وبين حماية الهوية الوطنية واحترام التنوع الديني.