ذات صلة

جمع

بعد التراجع عن صفقة “توماهوك” الأمريكية.. ما مصير الأزمة الروسية الأوكرانية؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تراجعه في تزويد...

الإخوان في تونس.. من فشل السياسة إلى إشعال الفوضى عبر الأزمات

تواصل حركة النهضة في تونس (الإخوان المسلمون) لعب دور...

السعودية تعزز صمود غزة: قافلة مساعدات فورية تعبر رفح لتخفيف المعاناة الإنسانية

في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة،...

الإخوان في تونس.. من فشل السياسة إلى إشعال الفوضى عبر الأزمات

تواصل حركة النهضة في تونس (الإخوان المسلمون) لعب دور المُشعل للفوضى عبر استغلال الأزمات المحلية، من احتجاجات قابس البيئية إلى كل تحرك اجتماعي.

وكشفت مصادر أن الجماعة تحاول استعادة نفوذها المفقود، إلا أن وعي الشعب وصرامة الدولة يجعلان فرص نجاح الإخوان في تونس تتراجع يومًا بعد يوم، فمنذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في عام 2011، لم تهدأ الساحة السياسية التونسية من محاولات جماعة الإخوان المسلمين، ممثلة في حركة النهضة، استغلال الأحداث الداخلية وتطويعها لخدمة مصالحها الحزبية الضيقة.

وأكدت المصادر أنه مع كل أزمة تمر بها البلاد، تظهر الجماعة مجددًا بخطاب “الثورة” و”الدفاع عن الحقوق” و”مناهضة الاستبداد”، وهي الشعارات التي تخفي وراءها نوايا سياسية لتأجيج الفوضى.

وأوضحت المصادر أن تونس تعيش على وقع أزمة بيئية خانقة في محافظة قابس، بسبب الانبعاثات السامة للمصنع الكيميائي هناك، لتتحول هذه القضية البيئية إلى مادة دعائية جديدة في يد الإخوان، يستغلونها في التحريض ضد الدولة.

ما هي جذور الأزمة في قابس؟

كشفت مصادر أن محافظة قابس، الواقعة جنوب شرقي تونس، تعاني منذ عقود من تلوث بيئي خطير نتيجة نشاط المجمع الكيميائي المختص بإنتاج الأسمدة ومعالجة الفوسفات، لكن المفارقة اليوم أن قيادات الإخوان المسلمين الذين تجاهلوا قابس بالأمس، عادوا اليوم ليجعلوا من معاناة أهلها أداة سياسية لتحريض الشارع ضد الدولة.

“القفز على الأحداث”

وأشارت المصادر إلى أن ما يقوم به الإخوان في تونس يُعد نموذجًا متكررًا لاستراتيجية “القفز على الأحداث”، وهي السياسة التي تعتمدها الجماعة في عدة دول عربية، ففي كل مرة تندلع فيها أزمة أو احتجاج، تسارع الجماعة إلى محاولة تبني مطالب الناس وتوجيهها بما يخدم مصالحها.

وفي حالة قابس، كشفت البيانات والمنشورات على صفحات محسوبة على الإخوان تحريضًا مباشرًا ضد مؤسسات الدولة، ودعوات إلى “الثورة الثانية”. هذه الدعوات، التي ترافقت مع حملات تشويه ممنهجة ضد الحكومة والرئيس قيس سعيّد، تهدف إلى تصوير النظام الحالي كعدو للشعب ومحاولة خلق حالة من الغليان الداخلي.

كيف يستغل الإخوان الأزمات؟

وأكدت المصادر أن الإخوان، مع كل حدث اجتماعي أو احتجاج محلي، تبدأ اللجان الإلكترونية التابعة لهم في ضخ منشورات تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُستخدم في ذلك خطاب مزدوج. وتم رصد عشرات الحسابات التي حرّضت على المواجهة مع قوات الأمن، وروّجت لفكرة أن “الثورة البيئية” ستكون مدخلًا لإسقاط النظام. كما أعاد بعض قيادات النهضة المقيمين في الخارج نشر هذه الدعوات على حساباتهم، ما يؤكد وجود تنسيق واسع في عملية التحريض.

ووفقًا للمصادر، فإن الإخوان في تونس انتقلوا من استغلال الشعارات الدينية إلى استغلال القضايا الاجتماعية والبيئية، في محاولة لاكتساب شرعية جديدة بعد فقدانهم التأثير السياسي. فقد حاولوا سابقًا اللعب على وتر “الهوية الإسلامية”، لكن بعد تراجع تأثير هذا الخطاب، لجؤوا إلى شعارات جديدة مثل “العدالة البيئية” و”حقوق المواطن”.

وأكدت المصادر أن استمرار الإخوان في صبّ الزيت على النار قد يعرقل أي جهود إصلاحية، ويعيد البلاد إلى مربع الفوضى الذي عرفته في سنوات ما بعد الثورة.