ذات صلة

جمع

ماليزيا.. اعتقال رئيس وقادة شركة إسلامية.. والسبب: “اعتداءات وانتهاكات جنسية”

اعتقلت الشرطة الماليزية، اليوم الخميس، رئيس مجلس إدارة وكبار...

محلل سياسي: لبنان يقف على حافة الهاوية.. والصراع المفتوح مع إسرائيل يزيد الأمر تعقيدًا

يشهد الاقتصاد اللبناني انهيارًا غير مسبوق في تاريخه الحديث،...

ما تفاصيل صفقة إسرائيل لـ “الخروج الآمن”؟.. تتضمن مصير السنوار

تتضمن مصير السنوار.. ما تفاصيل صفقة إسرائيل لـ "الخروج...

الحرب النفسية.. تأثير صراع حزب الله وإسرائيل على المواطن اللبناني

الصراع بين حزب الله وإسرائيل يُلقي بظلاله الثقيلة على...

ما وراء تدخل أردوغان في السياسات الداخلية لبلغاريا؟

بسياسات مليئة بالأطماع، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التدخل في شؤون الدول، على غرار ما حدث في سوريا وليبيا، وغيرها من الدول التي عاث فيها الديكتاتور التركي فسادا، لنهب خيراتها، وخدمة مشروعه التوسعي، وآماله في عودة الخلافة.

في تلك المرة، تتجه أنظار أردوغان إلى بلغاريا، التي شرع في التدخل علنا في سياساتها الداخلية، وهو ما أثار حفيظة معارضيه ومنتقديه؛ إذ وجه أردوغان خطابا، عبر شريط فيديو إلى الحركة من أجل الحقوق والحرية التركية في بلغاريا.

وخلال خطابه، حرص أردوغان على توجيه كلمات المدح لرئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، من دون أن يتطرق بالحديث للزعيم التاريخي للحركة من أجل الحقوق والحرية، أحمد دوغان، ولم يكن ذلك مستغربا؛ إذ سبق أن لدوغان أن وصف أردوغان بـ”الديكتاتور”.

وتعقيبا على ذلك، كتب كراسين نيكولوف، في موقع “يورأكتف”، يقول: إنه في 12 ديسمبر الحالي، خاطب أردوغان في فيديو قصير مؤتمرا للحركة التركية من أجل الحقوق والحرية، التي أعادت انتخاب مصطفى قرضاي زعيما لها لولاية جديدة، لافتا إلى أن الحركة تحافظ على حضور ثابت في المشهد السياسي البلغاري، من خلال شغل 25 مقعدا من أصل 240 مقعدا تؤلف الجمعية الوطنية، أما من الناحية الرسمية، فتحسب الحركة على المعارضة، لكنها دعمت حكومة بويكو بوريسوف عند المنعطفات الحاسمة، نظير منافع اقتصادية.

وقال أردوغان في خطابه الموجه إلى الحركة: “أعزائي أعضاء الحركة من أجل الحقوق والحرية، أيها الإخوة والأخوات، أهنئكم بأخلص مشاعر الحب والشوق، نرى أنه في ظل رئاسة صديقي العزيز بويكو بوريسوف، تكافح بلغاريا الأزمة التي تسبب بها الوباء، واستنادا إلى مقولة أن الأصدقاء يساعدون بعضهم البعض في أوقات الحاجة، تدعم تركيا، بكل طاقتها، الشعوب الصديقة والشقيقة”.

وجاء خطاب أردوغان غداة ما بات معروفا عن قيام بوريسوف والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بلعب دور حاسم، في عرقلة الجهود الرامية إلى فرض عقوبات على تركيا، خلال قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت على مدى يومي 10، و11 ديسمبر ببروكسل.

ونوه الكاتب كراسين نيكولوف، بأن أردوغان الذي استفاض في مدحه لبوريسوف، من دون أن يأتي على ذكر أحمد دوغان، الزعيم التاريخي للحركة من أجل الحقوق والحرية، بعد وصفه لأردوغان بـ”الديكتاتور”، وقبل انتخابات 2017، حاولت تركيا عبثا أن تؤسس حزبا ثانيا للعرقية التركية في بلغاريا، وهو ما يعد إهانة مباشرة للحركة القومية من أجل الحقوق والحرية.

ويرى وزير الخارجية البلغاري السابق، إيفايلو كالفين، أن توجيه أردوغان خطابه إلى منتدى الحركة من أجل الحقوق والحرية هو علامة فارقة، فالحركة هي في المعارضة، لكن لديها رافعة لدى الحكومة ومن الواضح أنها تستخدمها، وتحتاج الحركة إلى التواجد في السلطة فيما سيساعدها الدعم الآتي من تركيا على إحراز نتائج أفضل في الانتخابات ومن حيازة أدوات أقوى، للتفاوض على الدخول في ائتلاف مستقبلا.

وقد بات من المعلوم أن بلغاريا ستجري انتخابات برلمانية في الربيع.

أما الباحث بارافان سيميونوف، من معهد غالوب بلغاريا، فجاء رأيه متفقا مع الرأي القائل: إن أردوغان وضع نفسه للمرة الأولى كلاعب في السياسات البلغارية المحلية.

وقال سيميونوف: “مما لا شك فيه أن بوريسوف يمثل أردوغان في الاتحاد الأوروبي، وفق ما صرح أردوغان نفسه قبل أعوام، وقال إنه سعيد بأن صديقه بوريسوف يمثل صوت تركيا في الاتحاد الأوروبي”، مؤكدا: “هذا واضح جدا”.

وأضاف سيميونوف: “ومن طريق مخاطبة الحركة من أجل الحقوق والحرية، فإن أردوغان يكرر الأمر نفسه بالنسبة إلى ناخبي الحركة”.

وعندما صار أردوغان رئيسا، طور مسألة النفوذ في الإمبراطورية العثمانية السابقة، وزعم أن كل الدول التي كانت جزءا منها، هي محور اهتمام بالنسبة لتركيا، وهكذا، فإن موقف أردوغان حيال بلغاريا يعكس موقف الحاكم السابق، الذي يتطلع إلى أراضيه.

spot_img