شهد قطاع غزة فجر اليوم الأحد سلسلة غارات إسرائيلية جديدة أسفرت عن مقتل 14 فلسطينياً وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية منذ أشهر، مستهدفة مناطق سكنية ومراكز إيواء ونازحين.
غزة
وقد أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الهجمات طالت أحياء مكتظة في مدينة غزة وشمال القطاع وجنوبه، ما أدى إلى تصاعد حصيلة الضحايا بشكل سريع.
قصف حي الرمال
أشارت التقارير إلى أن طفلين استشهدا وأصيب آخرون جراء قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في حي الرمال غرب غزة.
كذلك أدى قصف على شقة سكنية في عمارة الغزالي بحي الشيخ رضوان شمال المدينة إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، فيما استشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب عدد من الجرحى بعد استهداف مدرسة الفرابي القريبة من ملعب اليرموك، والتي كانت تستخدم كمأوى للنازحين.
قصف نقاط المساعدات الإنسانية
التصعيد الإسرائيلي لم يقتصر على المناطق السكنية، بل امتد إلى نقاط توزيع المساعدات، حيث أعلن مستشفى العودة في غزة عن مقتل ستة فلسطينيين وإصابة تسعة آخرين نتيجة استهداف تجمع للمدنيين جنوب منطقة وادي غزة.
كما قتل ثلاثة أشخاص قرب مركز لتوزيع المساعدات في خان يونس، فيما استشهد ثلاثة آخرون شمال رفح أثناء انتظارهم الحصول على معونات غذائية.
شارع النصر
إلى جانب ذلك، أكد الدفاع المدني أن طواقمه انتشلت جثماني شخصين من تحت أنقاض شقة سكنية استهدفتها الغارات في شارع النصر غرب غزة.
تأتي هذه الحصيلة ضمن سلسلة هجمات جوية استهدفت البنية المدنية بشكل مباشر، ما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي والفصائلي بشأن طبيعة العمليات العسكرية.
وزارة الصحة في غزة
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد القتلى منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 60,933 شهيداً، إضافة إلى 150,027 جريحاً، في حصيلة تُعد الأكبر منذ عقود في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وتشير البيانات إلى أن جزءاً كبيراً من الضحايا هم من الأطفال والنساء وكبار السن، ما يسلط الضوء على الطابع الكارثي للتصعيد الحالي.
سوء التغذية في غزة
إلى جانب القصف، تعاني غزة من أزمة إنسانية متفاقمة بسبب الحصار ونقص الإمدادات الغذائية، فقد سجلت المستشفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية وفاة خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، وارتفع العدد الإجمالي لوفيات سوء التغذية إلى 387 شخصاً، بينهم 138 طفلاً.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن نحو 900 ألف طفل في القطاع يعانون من الجوع، من بينهم 70 ألفاً دخلوا بالفعل مرحلة سوء التغذية الحاد، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية في حال استمرار الحصار ومنع وصول المساعدات.
تحذيرات دولية متصاعدة
الأونروا بدورها حذرت من تضاعف نسب سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة خلال الأشهر الأخيرة، مشيرة أن استمرار الوضع الحالي قد يقود إلى مستويات غير مسبوقة من الوفيات.
وبينما تتواصل الجهود الدولية للضغط من أجل هدنة إنسانية، لا تزال الهجمات على غزة تتكرر يوميًا، ما يزيد من صعوبة وصول المساعدات وإغاثة السكان.
ارتفاع عدد الضحايا في غزة
مع تصاعد العمليات العسكرية وارتفاع أعداد الضحايا، يواجه قطاع غزة واحدة من أعقد الأزمات في تاريخه الحديث، حيث يمتزج القصف المتواصل بالمجاعة ونقص الدواء والمأوى.