ذات صلة

جمع

الإخفاء القسري.. جريمة متصاعدة في سجل الحوثيين الحقوقي

وسط تصاعد الأحداث الدامية التي يعيشها اليمن، ومع تزايد...

السودان.. أرقام في حرب منسية تحصد الأرواح وتعمّق المأساة الإنسانية

بين أنين الجرحى وصمت المقابر الجماعية، يعيش ملايين السودانيين...

هل يحسم الكابينت قرار اجتياح غزة؟ اجتماع مصيري وسط خلافات داخلية

تتجه الأنظار في إسرائيل نحو الاجتماع المرتقب للمجلس الوزاري...

وفاة محمد السنوار.. خسارة كبيرة للجناح العسكري لحماس

أعلنت حركة حماس، السبت، وفاة القيادي العسكري البارز محمد...

اغتيال في قلب الأزمة اليمنية.. حكومة الحوثيين تفقد قيادتها في هجوم إسرائيلي

اتجه الصراع الإسرائيلي – الحوثي إلى مرحلة أكثر تعقيدًا،...

السودان.. أرقام في حرب منسية تحصد الأرواح وتعمّق المأساة الإنسانية

بين أنين الجرحى وصمت المقابر الجماعية، يعيش ملايين السودانيين فصول حربٍ قاسية سرقت منهم الأمان والبيوت وحتى ملامح الحياة اليومية العادية، أطفال حُرموا من مدارسهم، وأمهات يطاردن كسرة خبز بين ركام الأسواق، وشيوخ ينتظرون مصيرهم في طوابير النزوح الطويلة.

بعد عامين ونصف تقريبًا من الحرب التي اندلعت في إبريل عام 2023، لم تعد الحرب أرقامًا في نشرات الأخبار، بل وجوهًا متعبة تحكي قصة حرب أهليه ووطن يتفتت على وقع الرصاص والجوع، ويقف السودان على حافة الانهيار الكامل، ما بين مجاعة غير مسبوقة وحرب أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص حتى الآن، ونزوح أكثر من 12 مليون من منازلهم، في واحدة من أكبر موجات النزوح في التاريخ الحديث، وأزمة جوع وصفتها الأمم المتحدة الوضع بأنها أسوأ أزمة جوع في العالم اليوم، إذ يموت عشرات المدنيين ـ معظمهم نساء وأطفال ـ أسبوعيًا بسبب الجوع والحصار المفروض من القوى المتناحرة.

أرقام تعكس عمق الكارثة

أكثر من 40 ألف قتيل حتى أغسطس 2025 وفق تقديرات رسمية، بينما تشير تقارير دولية إلى أن العدد الحقيقي قد يتجاوز 150 ألفًا عند احتساب ضحايا المجاعة والأمراض.

في ولاية الخرطوم وحدها، سُجلت 61 ألف وفاة، نصفها تقريبًا نتيجة عنف مباشر، في الفترة بين أبريل 2023 ويونيو 2024، وفق دراسة صادرة عن London School of Hygiene & Tropical Medicine.

ما يزيد عن 14 مليون نازح داخل السودان، وقرابة 4 ملايين لاجئ عبروا الحدود إلى دول الجوار.

أكثر من 700 ألف طفل يواجهون سوء تغذية حاد، وسط تحذيرات من تسجيل ما يقارب 100 وفاة يوميًا بسبب الجوع.

النتيجة المباشرة، أن التعليم انهار بشكل شبه كامل، مع خروج نحو 17 مليون طفل من المدارس، ما يهدد بجيلٍ كامل محروم من خدمات التعليم، كما شهدت البلاد شهد قفزة مرعبة في استهداف الأطفال، إذ ارتفعت نسبة إصاباتهم وضحاياهم بأكثر من 80% منذ بداية 2025 مقارنة بالعام السابق.

ورغم أن المجاعة أُعلنت رسميًا منذ أكثر من عام، فإن الجوع لم يتوقف، كما لم تتركز الجهود الدولية على وقف الحرب أو فتح ممرات إنسانية آمنة، المشهد في السودان بات أكبر من مجرد أزمة داخلية؛ إنه صرخة في وجه العالم عن حرب منسية تدفع المدنيين ثمنها الأكبر، في بلد يتآكل بصمت أمام أنظار المجتمع الدولي.

جدير بالذكر، أن الحرب الأهلية في السودان بدأت في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF)، وما تزال مستمرة حتى الآن، لم يتم تحقيق حل، والحرب مستمرة.

وبعد أن كان السودان يُعرف بسلة غذاء إفريقيا يواجه اليوم أسوأ مجاعة يشهدها العالم الحديث، وتحوّلت حياة ملايين السودانيين إلى رحلة نزوح لا تنتهي، يطاردهم الجوع والخوف والموت أينما اتجهوا، وبعد ما يقارب عامين ونصف من الحرب، لم يعد السودان مجرد خبرٍ عابر في نشرات الأخبار، بل مأساة إنسانية كبرى تزداد أرقامها المفزعة يومًا بعد يوم، مئات الآلاف من القتلى، ملايين المشرّدين، وأطفال يذبلون وسط صمت مطبق من القوى العالمية الفاعلة، فإلى أي مصير تُقاد بينما يتواصل النزاع بلا حلول تلوح في الأفق، يكتفي المجتمع الدولي بمراقبة الانهيار من بعيد.