في ظل نقاشات مستمرة في الولايات المتحدة الامريكية، حول إمكانية إدراج جماعة الاخوان الإرهابية على قوائم الإرهاب، إثر الاستغلال والبطش الإخواني والفوضى التي تسعى اليها الجماعة لانتشارها في البلاد.
فقد تُواصل الجماعة الإرهابية تمديدها ونفوذها في الولايات المتحدة الامريكية من خلال قاعات الجامعات ومراكز النفوذ التعليمية.
مخطط ترسيخ الاخوان في واشنطن منذ أواخر الخمسينيات
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن الباحث الأمريكي لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، إن جماعة الإخوان المسلمين رسّخت وجودها في الولايات المتحدة منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أنّ نشاطها هناك كان أكثر تنظيمًا وفاعلية مقارنة بحضورها في بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا.
وفي دراسة جديدة بعنوان “الإخوان المسلمون في أمريكا” صدرت حديثًا، أن الجماعة استطاعت عبر عقود بناء شبكات مؤسسية بدأت بروابط طلابية ومراكز إسلامية، ثم تطورت لتصبح منصات دعوية وسياسية مؤثرة، إضافة إلى قدرتها على توفير مصادر تمويل مستقلة عبر استثمارات متنوعة، والحصول في مراحل معينة على دعم من مؤسسات حكومية أمريكية.
وأضاف الباحث، الذي أمضى أكثر من ربع قرن في دراسة الحركات الإسلامية، أن تأسيس الرابطة الإسلامية للطلاب عام 1963 كان نقطة تحول بارزة في مسيرة الإخوان داخل المجتمع الأمريكي، إذ تحولت إلى بوابة للتجنيد ونشر أفكار التنظيم بين الأوساط الشبابية.
إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب
وتأتي هذه التصريحات في ظل نقاشات مستمرة في واشنطن حول إمكانية إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، وهي خطوة يرى خبراء أنها تُطرح بشكل متكرر في سياقات سياسية داخلية أكثر من ارتباطها بطبيعة الجماعة نفسها.
ويُشير مراقبون إلى أن الحديث عن التصنيف قد يُستخدم كورقة ضغط جيوسياسية، لكن هناك من يرى أن الظروف الحالية قد تعني نهاية مرحلة “التعايش الصامت” بين الولايات المتحدة والجماعة الذي استمر لعقود.
وتزامن ذلك مع تجديد دعوات بعض أعضاء الكونجرس، وعلى رأسهم السيناتور الجمهوري تيد كروز، لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الإخوان، معتبرًا أن التنظيم يوظف العنف السياسي لزعزعة استقرار دول حليفة لواشنطن داخل المنطقة وخارجها.