ذات صلة

جمع

إيران تُفاوض بلا نية اتفاق.. المشروع النووي يتمدد تحت غطاء ” الدبلوماسية”

في ظل تجدد المساعي الدولية لإحياء الاتفاق النووي، تكشف...

عندما يتحوّل العلاج إلى خطر.. سطوة الإخوان تمتد إلى مستشفيات تعز

حالة متصاعدة من الأنفلات الأمني التي تعيشها مدينة تعز،...

بين الحرب والمناخ.. نازحو اليمن في مواجهة الموت البطيء

بينما تنشغل الأطراف المتصارعة في اليمن بالحرب والسياسة، يخوض...

“طرابلس بعد غنيوة.. الدبيبة يُعيد رسم خريطة النفوذ في ليبيا”

في مشهد يعكس طبيعة التحالفات المؤقتة والمضطربة داخل المشهد...

إيران تُفاوض بلا نية اتفاق.. المشروع النووي يتمدد تحت غطاء ” الدبلوماسية”

في ظل تجدد المساعي الدولية لإحياء الاتفاق النووي، تكشف التصريحات الصادرة عن كبار مسؤولي النظام الإيراني ما كانت تحذّر منه قوى المعارضة منذ سنوات.

فقد لا يسعى النظام إلى اتفاق حقيقي، بل يستخدم الحوار وسيلة لتثبيت مشروعه التوسعي، وكسب الوقت لمراكمة مكاسبه النووية والعسكرية.

تجاوز الغموض والتلميح

التصريحات الأخيرة الصادرة من طهران تجاوزت الغموض والتلميح، واتخذت طابعًا تصعيديًا يكشف بوضوح نوايا النظام.

فقد قال جواد لاريجاني، أحد أبرز وجوه النظام والمقرّب من دوائر القرار: “إذا هاجمتنا الولايات المتحدة، فلن نستهدف واشنطن فقط، بل كل المصالح والقواعد والفضاءات والبحار والأراضي التي تُستخدم ضدنا ستكون أهدافًا مشروعة”.

ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام محلية، فإن هذا التهديد العلني لا يخرج عن إطار التحريض، لكنه يفضح بجلاء العقلية الأمنية العدائية التي تحكم طهران، والتي تضع مشروع الصراع فوق أي اعتبار للسلام أو الاستقرار.

أما المرشد الأعلى علي خامنئي، فقد أبدى في تصريحاته الأخيرة استخفافًا واضحًا بالعملية التفاوضية، حيث صرّح: ” لا نعلم ما سيحدث، وعلى الطرف الأميركي أن يتفاوض ويحاول ألا يقول كلامًا فارغًا”.

وأضاف في وقت سابق ردًا على رفض الغرب لتخصيب اليورانيوم في إيران: “أن يقولوا لن نسمح لإيران بالتخصيب، هذا غباء زائد! الجمهورية الإسلامية لا تنتظر إذنًا من أحد”.

وتعتبر هذه اللهجة الاستعلائية تعكس رفضًا عميقًا لأي ضغوط دولية، واستعدادًا للمضي في التصعيد مهما كانت العواقب، وهي تصريحات تتناقض بشكل صارخ مع خطاب الانفتاح الذي تروّج له طهران في المحافل الدبلوماسية.

جانب امريكي أوروبي رافض

على الجانب المقابل، جاءت المواقف الأميركية والأوروبية حازمة ومباشرة. فقد أكّد وزير الخارجية الأميركي:”نحن لا نقبل بأي مستوى من التخصيب داخل إيران، فيما أشار ماركو روبيو، مستشار الأمن القومي، أن “القدرة على التخصيب بأي مستوى تعني القدرة على الوصول إلى قنبلة نووية. وهذا كان الخطأ الجوهري في اتفاق 2015”.

أما المسؤول الأمني الأميركي ويتكاف، فقال صراحة، إن “التخصيب هو خط أحمر. لن نقبل حتى بنسبة 1٪ منه”.

إدراكًا متزايدًا داخل الغرب

وأشار التقرير أن هذه الردود تعكس إدراكًا متزايدًا داخل الغرب لحقيقة الموقف الإيراني، وهو ما طالما شدّدت عليه المقاومة الإيرانية التي وصفت النظام بأنه يستخدم المفاوضات كغطاء لشراء الوقت وتثبيت برنامج تسلّحي وغير قابل للإصلاح وينتهج سياسة المواجهة المستمرة مع المجتمع الدولي، ويشكّل خطرًا بنيويًا على الأمن الإقليمي والدولي.

كما إنه بات من الواضح أن أي محاولة للتعامل مع النظام الحالي كطرف تفاوضي عقلاني محكومة بالفشل. الطريق إلى الاستقرار يبدأ من تبني مقاربة جديدة، تعترف بطبيعة النظام الإيراني الحقيقية، وتدعم بديلًا ديمقراطيًا يُعبّر عن تطلعات الشعب الإيراني.

ويشار أن الاعتراف بهذه الحقيقة لم يعد خيارًا سياسيًا، بل ضرورة استراتيجية تفرضها الوقائع والتصريحات نفسها الصادرة من قلب طهران.

spot_img