صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع على خطة عسكرية موسعة تستهدف اجتياح قطاع غزة بالكامل، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤول حكومي. وبحسب المسؤول، فإن الخطة جاءت “تماشيًا مع مقترحات رئيس الأركان وتحقق رؤية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”، وتصل إلى حد “السيطرة الكاملة على القطاع”.
احتلال بدل السيطرة المؤقتة
وتشمل الخطة الجديدة – بحسب ما أُعلن – “احتلال قطاع غزة ونقل السكان إلى الجنوب، بهدف توجيه ضربات شديدة لحركة حماس وهزيمتها”.
وأكد نتنياهو، خلال اجتماع “الكابينت” الأمني، أن “العملية العسكرية دخلت مرحلة جديدة”، وأن إسرائيل “تنتقل من مرحلة السيطرة على مناطق محددة إلى احتلالها الكامل”.
نتنياهو يربط العملية بـ”رؤية ترامب” للتهجير
وفي تصريحات غير مسبوقة، قال المسؤول الإسرائيلي: إن نتنياهو أكد خلال الاجتماع، أن الخطة العسكرية “تتماشى مع رؤية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب”، في إشارة إلى خطة تهجير جزئي للفلسطينيين من القطاع.
كما أشار أن محادثات تجري مع عدد من الدول بشأن استقبال سكان غزة الذين سيتم إجلاؤهم من الشمال.
وتأتي المصادقة على الخطة بعد يوم واحد من إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، بدء إصدار عشرات الآلاف من أوامر استدعاء لقوات الاحتياط، في خطوة تهدف إلى “توسيع القتال وزيادة الكثافة العسكرية” على جبهات غزة، ويُعد هذا الاستدعاء الأكبر منذ بداية العملية في أكتوبر الماضي.
ضمان عدم وصول المساعدات لحماس
فيما أشار المصدر الإسرائيلي، أن هناك نقاشًا داخل الحكومة بشأن آلية توزيع المساعدات الإنسانية “إذا لزم الأمر”، مع التأكيد على ضرورة منع حركة حماس من الاستفادة منها.
وأوضح، أن “ما يكفي من المساعدات متوافر داخل غزة حاليًا، لكن يجري التفكير في توزيعها بشكل يضمن عدم سيطرة حماس عليها”.
تصعيد غير مسبوق وقلق دولي
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد متواصل تشهده غزة منذ أشهر، وأدت العمليات العسكرية إلى دمار واسع وسقوط آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، ويثير الإعلان عن خطة اجتياح كامل وتهجير السكان قلقًا متزايدًا في الأوساط الدولية، خاصة مع تحذيرات منظمات حقوقية من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تتبنى فيها إسرائيل رسميًا خطة تقوم على احتلال غزة بدلاً من تنفيذ عمليات توغل مؤقتة، كما أن ربط الخطة بـ”رؤية ترامب” يكشف تنسيقًا إقليميًا محتملاً يجري التفاوض عليه في الكواليس.
فيما يعيد الحديث عن نقل السكان ومحادثات مع دول مضيفة إلى الأذهان مخاوف من “ترانسفير” جديد بحق الفلسطينيين، ما قد يثير جدلاً دوليًا واسعًا.