ذات صلة

جمع

مخاوف أمريكية بريطانية من وجود اتفاق نووي سري بين روسيا وإيران

تصاعدت مخاوف بريطانيا والولايات المتحدة من أن روسيا شاركت...

محاول اغتيال ترامب الثانية.. العنف واستخدام السلاح سمة الانتخابات الأمريكية الحالية

أصبح العنف وعدم الاستقرار واستخدام السلاح في الولايات المتحدة...

ليبيا.. معاناة كبرى من السيول.. وطوارئ في عدة مدن

تتعرض مدينة سبها الليبية إلى سيول جارفة بسبب الأمطار...

قادمًا من اليمن.. صاروخ باليستي يضرب تل أبيب ويحدث ضجة كبرى

أعلن عن الجيش الإسرائيلي، إطلاق صاروخ بالستي من اليمن...

بمحادثات سرية.. تفاصيل مساعي تركيا للتقارب مع إسرائيل

رغم ما يدعيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستمرار عن افتعال الأزمات والتنديد بإسرائيل، لكنه باليد الأخرى يقيم العلاقات ويقدم الأموال والأفكار والاستثمارات من أجل التقرب إلى تل أبيب بكل السبل، خاصة مع قرب تولي إدارة الديمقراطي جو بايدن، للحكم في أميركا، بعدما همشته الولايات المتحدة في ولاية دونالد ترامب بشدة.

ولأجل تحسين العلاقات، فتح أردوغان قناة تواصل سرية مع نتنياهو لترسيخ العلاقات بين البلدين، حيث كشفت مصادر مطلعة لموقع “المونيتور” الأميركي، أن رئيس جهاز المخابرات الوطنية التركي أجرى محادثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، في إطار جهود أطلقتها تركيا لتطبيع العلاقات.

ورغم التناقض التركي المعلن، لكنها في السر سعت لتوطيد العلاقات، حيث أكدت ثلاثة مصادر، في حديثها لـ”المونيتور”، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أنه تم عقد اجتماعات في الأسابيع الأخيرة مع هاكان فيدان الذي يمثل تركيا في واحد منها على الأقل، لكنهم رفضوا الإفصاح عن المكان، حيث عادة ما ترفض الحكومات التعليق بشكل رسمي على القضايا المتعلقة بالاستخبارات.

وقال أحد المصادر: إن “حركة المرور بين تركيا وإسرائيل مستمرة”، لكنه لم يخض في التفاصيل.

فيما أعرب أحد المصادر عن شكوكه في احتمالات إعادة ضبط حقيقية للعلاقات بين البلدين، حيث “طالما استمرت تركيا في كونها المقر العالمي لحركة حماس”.

وأشار الموقع الأميركي إلى أنه لم يكن هناك سفير في أي من البلدين منذ مايو 2018، عندما عرضت تركيا على السفير الإسرائيلي، بسبب هجماتها الدموية على غزة وقرار واشنطن، نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

وتابع: إنه يُعتقد أن فيدان عقد عدة اجتماعات من هذا القبيل في الماضي، لمناقشة المخاوف الأمنية المشتركة في سوريا وليبيا من بين أمور أخرى، مضيفا أن المصادر قالت إن الجولة الأخيرة كانت تهدف تحديدًا إلى رفع مستوى العلاقات إلى السفير.

وأردف أنه هناك قلق متزايد في أنقرة من أن إدارة جو بايدن القادمة ستكون أقل تساهلاً مع عدوانية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي شهدت قيام تركيا بثلاثة توغلات منفصلة ضد الأكراد السوريين منذ عام 2016، وإرسال قوات ومرتزقة سوريين إلى ليبيا وأذربيجان، وانغلق مع اليونان في مياه بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط.

ويتمثل القلق الأكبر في أنه على عكس الرئيس دونالد ترامب لن يحمي بايدن تركيا من العقوبات بسبب شرائها صواريخ إس-400 الروسية ودور بنك خلق التركي الكبير في تسهيل تجارة الذهب الإيرانية غير المشروعة بمليارات الدولارات.

وعلق على ذلك مسؤول غربي بقوله: إن “الحساب هو أن التعامل مع إسرائيل سوف يكسبهم حظوة مع فريق بايدن، إنها مثل لوسي وكرة القدم، إنه يعمل في كل مرة”، في إشارة إلى موضوع متكرر في شريط الرسوم المتحركة المشهور عالميًا “الفول السوداني”.

واتفقت معه في ذلك، جاليا ليندنشتراوس، باحثة كبيرة في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، بأن هناك فرصة لطي الصفحة، حيث سيكون من مصلحة كلتا الدولتين عدم المبالغة في معنى خطوة إعادة السفراء، نظرًا لأن العلاقات لم يتم تخفيضها في عام 2018، فهي من وجهة نظر البروتوكول الدبلوماسي خطوة بسيطة.

وأضافت: أنه “يمكن للدولتين أن تقدمه كخطوة حسن نية لإدارة بايدن القادمة والتي من المرجح أن تكون أكثر اهتمامًا بتخفيف التوترات بين إسرائيل وتركيا من إدارة ترامب، التي لم تدفع هذه الأجندة على الإطلاق”.

وتزعم إسرائيل أن المئات من نشطاء حماس، ومن بينهم إرهابيون مدرجون في قائمة الولايات المتحدة والذين خططوا لهجمات ضد الدولة اليهودية، منحت أنقرة الملاذ وفي بعض الحالات الجنسية التركية.

وفي أغسطس، انتقدت وزارة الخارجية أنقرة لاستضافتها اثنين من قادة حماس، أحدهما إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقالت في بيان: “تواصل الرئيس أردوغان المستمر مع هذه المنظمة الإرهابية لا يؤدي إلا إلى عزل تركيا عن المجتمع الدولي، ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني، ويقوض الجهود العالمية لمنع الهجمات الإرهابية التي تنطلق من غزة”.

بينما يعتبر الإجماع السائد هو أن تضاؤل المشاركة الدبلوماسية والعسكرية للولايات المتحدة في المنطقة قد خفف ما يراه الكثيرون على أنه الانحدار التركي في الهيمنة العثمانية السابقة، ومع ذلك، على الرغم من نجاحها في كبح جماح الطموحات الكردية في سوريا، وإنقاذ حكومة الوفاق الوطني الليبية من فكي أحد أمراء الحرب المنافسين، ومساعدة أذربيجان على هزيمة أرمينيا، وجدت تركيا نفسها معزولة بشكل متزايد، خاصة بتوحد إسرائيل ومصر واليونان وقبرص ضد عمليات التنقيب عن الغاز المستمرة لأنقرة في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط من خلال مزيج من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والعسكري.

وعلى نطاق واسع، كانت المملكة العربية السعودية وفرنسا والإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص تقاوم جهود أردوغان لتوسيع الهيمنة العسكرية لتركيا عبر بلاد الشام والمغرب العربي والقرن الإفريقي.

ويعتبر قرار الإمارات والبحرين بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بمثابة تسجيل نقاط أقرب إلى واشنطن، لتصبح جعل تركيا بلا صداقة أكثر، بينما لن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عجلة من أمره لتعويض أنقرة مثلما يغازل أعداء تركيا في الخليج.

يُنظر إلى الصعوبات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها تركيا، جهود دولية ضد أردوغان لتغيير المسار، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأمور سوءًا بشكل حاد على الرغم من استمرار التعاون القطري مع أنقرة في حالة دخول عقوبات الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.

ومن الواضح أن تركيا سحبت سفينتها للتنقيب Oruc Reis ، من مياه البحر الأبيض المتوسط المتنازع عليها في 30 نوفمبر قبل قمة الاتحاد الأوروبي التي من المقرر عقدها في الفترة من 10 إلى 11 ديسمبر الجاري، حيث سيتم تقييم العقوبات المفروضة على أنقرة.

وفي سياق آخر، لفت “المونيتور” إلى أن أردوغان تحدث مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 21 نوفمبر الماضي، قبل قمة مجموعة العشرين التي ترأسها المملكة العربية السعودية، حيث طلب مساعدته لإنهاء مقاطعة غير رسمية للبضائع التركية أثرت بشدة على الاقتصاد التركي، وتراجعت صادرات أنقرة إلى المملكة بنسبة 15% في سبتمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو الشهر الثالث على التوالي من التراجع، حسبما ذكرت بلومبيرغ.

spot_img