يُواصل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تخبطه في إدارة البلاد رغم الاتفاقيات المشبوهة التي وقعها مؤخرًا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
وعلى إثر تلك الصفقات التي أثارت جدلاً في أنقرة فتحت الحكومة التركية تحقيقًا مع علي ماهر باشاريير نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض، جراء انتقاده للاتفاقيات الأخيرة لنظام أردوغان مع قطر.
كما أطلق عدة تصريحات أخرى تحدث فيها عن بيع الجيش التركي للقطريين؛ حيث انتقد عقدًا تم توقيعه العام الماضي، مع شركة إنتاج المركبات العسكرية BMC -وهو مشروع تركي قطري مشترك لإنتاج كميات كبيرة من دبابة آلتاي- وقال: “نحن في مرحلة يتم فيها بيع جيش الدولة لقطر لأول مرة في تاريخ البلاد” -في إشارة إلى مصنع الدبابات-.
حديث النائب التركي أثار الجدل في الوسط السياسي والإعلامي في تركيا جراء كشفه لتفاصيل صفقة “المصنع العسكري المشترك مع قطر”، بالتزامن مع تملك الدوحة لأراضٍ وشركات تركية بالإضافة للاتفاقيات الخاصة بالبورصة التركية، مع المظلة العسكرية التي تشكلها القاعدة التركية في قطر.
ولكن جهّزت الحكومة التركية عدة تهم للنائب “باشاريير” ومنها “إهانة الحكومة التركية والجيش”، بعد أن افتتح المدعي العام في أنقرة التحقيق معه، كما تزامنت مع سلسلة من التصريحات القاسية من المسؤولين الحكوميين ضد شخصه.
حيث وصف ماهر أونال نائب زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، “باشاريير” بأنه “عاشق” الرئيس السوري بشار الأسد مُطالبًا إياه بالاعتذار قائلاً: “هذا النائب الذي لا يستحق تمثيل أمتنا المقدسة يجب أن يعتذر على الفور”. أما عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال: “ندين بشدة باشاريير الذي استخدم تصريحات خالية من الأخلاق بشأن الجيش التركي البطل، مؤكدًا أنه “يستخدم لغة مسمومة”.
كل ذلك بالتزامن مع استمرار التصريحات من المسؤولين الأتراك التي تنتقد “باشاريير”؛ حيث قال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات الرئاسية التركية: “أدين من يهين جيشنا الكريم”. كما علقت وزارة الدفاع التركية علقت على الأمر وأكدت أنها ستقدم شكوى ضد “باشاريير” بتهمة “إهانة الجيش والجنود الأتراك”، كما أصدرت هيئة الرقابة الإعلامية التركية بيانا حول هذه القضية، قائلة إنه “تم فتح تحقيق في البث”.
ولكن لم يصمت نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض باشاريير على هذه الحملة غير المسبوقة؛ حيث قال إن انتقاداته لم تكن ضد الجيش بل ضد بيع مصنع الدبابات والبليت للقطريين، مضيفًا: “أنا مسؤول عن كلامي. ليس للأمر علاقة بجيشنا. بيع مصنع عسكري لجيشنا إلى دولة أخرى خيانة. إنه خيانة”.