ذات صلة

جمع

غزة في خطاب الإخوان.. “دعم للمقاومة أم استثمار في الدم”؟

لطالما استخدمت جماعة الإخوان الإرهابية القضية الفلسطينية كأداة سياسية،...

سجون بلا نوافذ.. معاناة اليمنيات خلف قضبان الحوثيين

في زنازين مظلمة تختفي أصوات النساء بين جدران تعج...

كمران.. القاعدة البحرية السرية للحوثيين

مع تصاعد نفوذ الحوثيين في البحر الأحمر، تتجه الأنظار...

تركيا والتوجه الجديد في الشرق الأوسط.. إعادة تموضع أم تراجع نفوذ؟

تشهد السياسة الخارجية التركية تحولات ملحوظة في منطقة الشرق...

غزة في خطاب الإخوان.. “دعم للمقاومة أم استثمار في الدم”؟

لطالما استخدمت جماعة الإخوان الإرهابية القضية الفلسطينية كأداة سياسية، توظفها وفقًا لمصالحها، دون أن يكون لها دور حقيقي في دعم المقاومة أو تخفيف معاناة الفلسطينيين.

وفي الحرب الأخيرة على غزة، ظهر هذا النهج بوضوح، حيث استغلت الجماعة العدوان الإسرائيلي في محاولة لإعادة التموقع سياسيًا، عبر خطاب إعلامي يحمل شعارات التضامن، لكنه في جوهره لا يتعدى كونه دعاية لخدمة أجنداتها.

ومنذ اندلاع الحرب، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها سلسلة من البيانات التي بدت في ظاهرها داعمة للمقاومة، لكنها في الحقيقة لم تحمل أي التزام فعلي بمساندة الفلسطينيين.

استخدمت الجماعة لغة دينية حماسية تعتمد على مصطلحات مثل “الجهاد” و”الأمة الإسلامية”، في محاولة لربط نفسها بنضال الفلسطينيين، رغم أن الجماعة لم تقدم أي دعم عملي ملموس للمقاومة.

البيانات الصادرة عن الجماعة لم تتضمن أي دعوة لخطوات عملية، مثل جمع التبرعات أو تنظيم حملات إغاثية، بل اكتفت بتصوير الحرب على غزة كجزء من “المظلومية” التي تدعي أنها تتعرض لها في مصر والدول العربية الأخرى.

وهكذا، لم يكن خطابها موجهًا لدعم الفلسطينيين بقدر ما كان وسيلة لتلميع صورتها وإثبات أنها ما تزال فاعلة في المشهد السياسي.

أدوات الترويج والدعم الإعلامي

وقد استغلت جماعة الإخوان القنوات الإعلامية التابعة لها، مثل: “الشرق” و”مكملين”، لتكثيف تغطيتها للحرب، لكن هذه التغطية لم تكن تهدف إلى دعم المقاومة بقدر ما كانت تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية للجماعة نفسها.

على مدار الأسابيع الماضية، ركزت هذه القنوات على محاولة ربط العدوان الإسرائيلي بما تصفه الجماعة بـ”قمع الأنظمة العربية لها”، في محاولة لصناعة تقاطع وهمي بين معاناة الفلسطينيين ووضع الإخوان داخل مصر ودول أخرى.

كما حرصت الجماعة على استضافة قياداتها في برامجها للحديث عن “دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية”، متجاهلةً أنها كانت دائمًا توظف القضية لخدمة مصالحها السياسية، دون أن يكون لها أي دور حقيقي في دعم الفلسطينيين على الأرض.

في الوقت نفسه، عملت الجماعة عبر منصاتها الرقمية على محاولة استقطاب التعاطف الشعبي، مستخدمة صور الدمار والضحايا في غزة كأداة للتحريض ضد الأنظمة العربية التي تناصبها العداء، متجاهلةً الحقائق على الأرض، ومستخدمة الحرب كفرصة جديدة للظهور في المشهد، وليس كقضية إنسانية أو وطنية يجب دعمها بجدية.

استثمار الحرب لإثبات الوجود

الحرب الأخيرة على غزة كشفت بوضوح أن الإخوان لم تعد تملك التأثير السياسي الذي كانت تدّعيه، ما دفعها إلى استغلال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كوسيلة لإثبات أنها لا تزال حاضرة.

رغم سقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين، لم تقدم الجماعة أي مبادرات فعلية لمساعدتهم، ولم تسع لتقديم أي حلول سياسية أو دبلوماسية، بل اكتفت ببيانات جوفاء وخطابات تحريضية عبر قنواتها الإعلامية.

وبالنظر إلى تاريخ الجماعة، فإن هذا السلوك ليس جديدًا، فقد استخدمت القضية الفلسطينية مرارًا كأداة للترويج لنفسها، سواء في خطاباتها الدعائية أو في محاولاتها لاستمالة الرأي العام العربي والإسلامي.

لكن مع تغير المشهد السياسي في المنطقة، بات واضحًا أن خطابها لم يعد يجد الصدى ذاته، بعدما أدركت الشعوب أن الجماعة تتاجر بالقضية أكثر مما تدافع عنها.