طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجامحة في توسيع نفوذه، وتوسيع سيطرته بإحياء حلم السلطنة العثمانية، ليهلك اقتصاده وجيشه في حروب خارج أراضيه، بين سوريا وليبيا وحتى أذربيجان، ليكون محل نقد ورفض عالمي ضخم.
وفي الوقت نفسه تفتعل تركيا أزمة دبلوماسية متكررة مع فرنسا؛ ما دفع باريس لقيادة حملة دولية واسعة ضدها، حيث لم يقتصر الأمر على التهديدات، وأصدرت عدة دول أوروبية عضوة في الناتو عقوبات على تركيا، لتحجيم دورها العدواني بدعم ضخم من باريس، فضلاً عن نشر مواقع دفاعية تقارير تفيد بوجود مشكلات في إتمام تصنيع دبابة تركية، بسبب توقف وصول قطع وأجهزة من دولتي ألمانيا وفرنسا، لذلك يبحث الأتراك عن شركات جديدة، للخروج من الأزمة.
وبسبب تدخلات أردوغان المرفوضة في إقليم قره باغ، هاجم بشدة وزير التجارة الفرنسي، فرانك ريستر، تركيا لذلك الأمر، منددا بتدخلاتها في أذربيجان وإفريقيا.
وقال ريستر، في تصريحات صحفية، إن أنقرة تلعب دوراً مشيناً بهدف الإضرار بفرنسا وقيمها، مهدداً باتجاه أوروبا لفرض عقوبات على تركيا جراء تحركاتها في إقليم قره باغ وشمال إفريقيا.
وطالب بضرورة توقف تركيا عن تهريب السلاح إلى شمال إفريقيا، فضلاً عن استغلالها قضية الهجرة ضد أوروبا، قائلاً: “نحن نعلم جيداً أنها تلعب على ذلك الوتر وهذا لم يعد مقبولاً”.
وخلال العام الماضي، سبق أن أدرج مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دبابة “ألتاي” كجزء من مخزون الجيش التركي، لعام 2020، وذلك خلال خطاب ألقاه إثيم سانجاك “Ethem Sancak”، أحد كبار المساهمين في شركة BMC للدفاعات العسكرية، مضيفاً أن “ألتاي” سيتم إرسالها في غضون 24 شهراً، بينما لم يتحقق ذلك على الأرض تماماً.
فيما يحاول حالياً المسؤولون الأتراك بحث سبل حل الأزمة، مع شركة كورية جنوبية لاستعادة برنامج مليء بالتأخيرات في إنتاج أول دبابة قتال رئيسية محلية من الجيل الجديد.
وكشف موقع Defense News المتخصص في الأخبار العسكرية، نقلاً عن أحد المسؤولين بالشركة قوله: “واجه هذا البرنامج تأخيرات كبيرة بسبب فشل الوصول إلى المكونات المهمة مثل المحرك وناقل الحركة والدرع.. لست في وضع يسمح لي بتحديد تاريخ لبدء الإنتاج التسلسلي. كل ما أعرفه هو أننا نحاول جاهدين المضي قدماً”.
وبسبب ذلك الفشل، لم يرد في برنامج الاستثمار 2021 للمكتب الرئاسي لأردوغان، أي تفاصيل عن دبابة ألتاي “Altay”، أو دخولها الخدمة.
كما أجرت شركة BMC للصناعات الدفاعية، محادثات مع Hyundai Rotem الكورية الجنوبية، لحل المشكلات المتعلقة بالتكنولوجيا الأجنبية المفقودة في الدبابة، التي يصورها الأتراك على أنها دبابة تركية محلية بالكامل، حيث تتم المحادثات بشكل غير مباشر، من خلال Hyundai Rotem، مع اثنين من اهتمامات التكنولوجيا الدفاعية الكورية الجنوبية.
وتعتبر تلك واحدة من الأزمات التي واجهت الشركة التركية، حيث يظهر تاريخها بالعديد من المشاكل التي تتعلق بالدروع لـ”ألتاي- Altay”، حيث كانت تأمل في استمرار توفر حل المدرعات الفرنسي بعد دفعة أولية من 40 وحدة، إلا أن التوترات السياسية الأخيرة بين البلدين بشأن التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص أثرت على ذلك، كما سبق أن خسرت الشركة قدرتها على المنافسة لإنتاج الدبابة.