رغم تغيير السلطة والوجوه المألوفة لها باستمرار في مختلف بلدان العالم، وآخرها الولايات المتحدة التي خرجت نتائج انتخابات الكونغرس والرئاسة فيها مخالفة للتوقعات، سعت قطر بكل السبل للضغط على أتباعها واكتساب أذرع جديدة فيها لتحسين صورتها وضمان مصالحها، خاصة في ظل العزلة الضخمة الذي تعيشها.
وفي خضم الانتخابات الأميركية التي جرت مطلع الشهر الجاري، حصلت شركة جون أوسوف، المرشح الديمقراطي في مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، على آلاف الدولارات من الدوحة، بهدف إنتاج أفلام وثائقية لصالح قناة “الجزيرة” الذراع الإعلامية لقطر، وفقا لما كشفته شبكة “فوكس نيوز ” الأميركية.
وأوضحت الشبكة الأميركية أن تلك الفضيحة القطرية ظهرت من خلال نماذج الإفصاح المالي الخاصة بالمرشح الديمقراطي لشركته Insight TWI للصحافة الاستقصائية التي تنتج أفلاما وثائقية مرخصة لشركات أخرى، حيث ورد بها حصولها على ٥ آلاف دولار مقابل الفيلم الواحد.
وتعتبر تلك الأموال التي حصل عليها النائب الديمقراطي من الجزيرة، هي بمثابة مصدر دخل مثير للجدل جديد لها، وفقا لفوكس نيوز، مشيرة إلى أن تلك الوثائق ولدت أزمة ضخمة خلال انتخابات الإعادة المنتظرة، الحامية، حيث سينافس أوسوف السيناتور كيلي لويفلر والمنافس الديمقراطي رافائيل وارنوك، 5 يناير في جورجيا.
وردا على ذلك الأمر، ندد جون بورك المتحدث باسم حملة السيناتور الجمهوري بيرديو، باستغلال شركات صناعة الأفلام الوثائقية والشخصية، وخاصة شركة أوسوف، لصالح دعم الأفراد والجهات الإرهابية، بداية من الحكومة الشيوعية الصينية إلى قناة الجزيرة، مضيفا: “الجزيرة باتت تُعرف باسم (الناطق باسم الإرهابيين)، فكيف يمكن أن يثق الجورجيون به للوقوف في وجه أعداء أميركا بينما هم يدفعون له؟ ”
ولفتت “فوكس نيوز” إلى أن شبكة الجزيرة دائما ما تتعرض لانتقادات لاذعة منذ أعوام، بدأت بعد بث قناتها الناطقة باللغة الإنجليزية مقاطع فيديو لزعيم القاعدة أسامة بن لادن في أعقاب أحداث ١١ سبتمبر، وتفاقم الأمر العام الماضي بنشرها فيديو يشكك في الهولوكوست، ورد به: “لقد تبنت الحركة الصهيونية قصة مقتل ٦ ملايين يهودي على يد الحركة النازية”.
وبعد الأزمة الكبرى التي فجرها الفيديو الأخير، سارع ياسر بشر، المدير التنفيذي لقناة الجزيرة، لمحاولة تجميل صورته بتصريحه أن: “الشبكة تتبرأ تماما من المحتوى المسيء المعني، وأبلغت الموظفين بالتدريب الإلزامي الجديد على التحيز والحساسية”.
وبسبب مواقف الجزيرة المثيرة للجدل، اتخذت إسرائيل خطوة لحظرها في عام 2017، حينما أدلى وزير الاتصالات أيوب قرا، وقتها بتصريح ورد فيه أن الجزيرة “تدعم الإرهاب والتطرف الديني”.
وفيما يخص انتخابات مجلس الشيوخ، ففي حالة فوز الجمهوريين بالإعادة، سيتولى الزعامة ميتش مكونيل، للأغلبية ما يعيد قبضتهم للمجلس، بينما إذا اكتسح الديمقراطيون، فسيزيد ذلك من عدد المتسابقين إلى التعادل بنسبة 50-50 ، وهو ما من شأنه السماح لنائب الرئيس المنتخب كاميلا هاريس بحسم الأصوات في تلك الجلسة، والتي بالتأكيد ستكون من نصيب الديمقراطيين.