تتصاعد الأحداث في سوريا بوتيرة متسارعة، وسط صراع محتدم يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، وتعتبر مدينة حمص محورًا استراتيجيًا في هذا النزاع، نظرًا لموقعها الجغرافي الذي يربط دمشق بالساحل ويشكّل عقدة حيوية للطرق العسكرية والاقتصادية.
وتحتدم المواجهات بين القوى المحلية والدولية؛ مما يبرز أهمية حمص كحجر زاوية في رسم خريطة السيطرة والنفوذ في سوريا، حيث تتشابك المصالح الروسية والإيرانية مع ديناميكيات المعارضة المسلحة، في ظل تداعيات إنسانية وسياسية تلقي بظلالها على مستقبل البلاد.
“حمص” تمثل موقعًا استراتيجيًا
تعد حمص إحدى أكبر محافظات سوريا من حيث المساحة، تمثل موقعًا استراتيجيًا ذا أهمية فائقة في الصراع السوري، إذ تربط بين دمشق والساحل الغربي، وتصل البلاد بالعراق والأردن ولبنان، بفضل هذا الموقع المحوري، أصبحت حمص عقدة لوجستية حيوية تخدم التحركات العسكرية والنفوذ السياسي في المنطقة.
لدى حمص أهمية كبرى بالنسبة لروسيا التي تسعى لتأمين قواعدها البحرية في طرطوس واللاذقية، وإيران التي تراها ممرًا أساسيًا لمشروعها الإقليمي لنقل الإمدادات والأسلحة إلى حزب الله في لبنان.
على الجانب الآخر، تسعى إسرائيل لتحجيم أي تأثير إيراني في المنطقة عبر تعطيل هذا الممر. سقوط المدينة أو السيطرة عليها قد يغير موازين القوى في سوريا؛ مما يجعلها مركزًا لتنافس إقليمي ودولي شرس.
مسرحًا لحركة معقدة
https://arabefiles.com/arabefiles/15106/
المدينة أصبحت مسرحًا لمعركة معقدة تتشابك فيها المصالح المحلية والدولية. بالنسبة للنظام السوري، تمثل حمص رمزًا لبقاء الدولة، لذا يُتوقع أن يدافع عنها بقوة، في حين ترى المعارضة المسلحة أن السيطرة عليها خطوة لتقويض قوة النظام. هذه الديناميكية تجعل المعركة في حمص أكثر شراسة وتعقيدًا مقارنة بحلب أو حماة.
ويعاني السكان المحليون في حمص بشكل متزايد نتيجة هذا الصراع. المدينة التي كانت تضم أكثر من مليون نسمة باتت فارغة جزئيًا بسبب النزوح، مع انقطاع الخدمات الأساسية وتدمير البنية التحتية. هذا الوضع يزيد من الضغوط الإنسانية ويُبرز أهمية إيجاد حل مستدام للصراع.
ومع تزايد العمليات العسكرية والتداخل الإقليمي، تظل حمص مفتاحًا لفهم التحولات المستقبلية في سوريا. السيطرة على المدينة لا تقتصر على المكاسب العسكرية بل تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية قد تعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط.