مع غلق أبواب التصويت الشعبي بأميركا، وبداية فرز الأصوات بمختلف الولايات المتحدة، لاختيار الرئيس رقم 46 للبلاد، من بين 6 مرشحين، في مقدمتهم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والسيناتور الديمقراطي جو بايدن، كونهم مرشحي الحزبين الأكثر قوة بالولايات المتحدة، بدأت تظهر بوادر أزمة ضخمة.
بوادر أزمة ضخمة في أميركا عقب فرز الأصوات، حيث تبادل المتنافسان الأكبر التصريحات بشأن فوز كل منهما والتنديد بالآخر، حيث خرج ترامب في خطاب شعبي معلنًا فوزه، فيما أكد بايدن ثقته في النصر، ما فرض الغموض حول نتائج الولايات الحاسمة بالبلاد.
وقبل قليل خرج بايدن، في كلمة له بعد حسم نتائج العديد من الولايات، عبر فيها عن ثقته في قدرته على الفوز، معربًا عن أمله في الفوز بولايتي ميشيغان وبنسلفانيا، قائلاً: “واثق أن الحملة فازت بأريزونا، وأشعر بالرضا تجاه ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا”.
بينما أكد الرئيس دونالد ترامب على حسابه في تويتر، أنه “متقدم بقوة في الانتخابات”، معربًا عن رفضه لمحاولة الحزب الديمقراطي “سرقة الانتخابات”، وأضاف في كلمة له لاحقًا أن: “النتائج الليلة رائعة ومبهرة ونستعد للاحتفال، لقد فزت بولايات لم تكن متوقعة”، مؤكدًا أنه يعتقد أنه فاز بولايتي جورجيا وكارولينا الشمالية.
ورغم استمرار تعداد الأصوات، إلا أن ترامب أكد أنه “فاز” في الانتخابات، قائلاً: “سنفوز بها.. بالنسبة لي لقد فزنا بها بالفعل”، مشيرًا إلى أنه يعتزم اللجوء إلى المحكمة العليا، للاعتراض على تعداد الأصوات.
يتم اختيار الرئيس الأميركي، عبر عدة مراحل، لتكون أكثر انتخابات العالم تعقيدًا، والتي تبدأ بتحديد كل حزب لمرشحه وإجراء انتخابات على مستوى الولايات الخمسين، ثم يتوجه الناخبون الأميركيون لصناديق الاقتراع، ولكن ليس لاختيار الرئيس مباشرة، بل لحسم الاقتراع من خلال المجمع الانتخابي والذي يتكون من 538 ناخبًا، منهم 435 عضوًا في الكونغرس “مجلس النواب” و100 عضو في مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى 3 آخرين من مقاطعة كولومبيا، الذين يحسمون منصب الرئيس ونائبه، ويجب على الفائز بمنصب الرئيس الحصول على 270 صوتًا على الأقل من مجموع أصوات المجمع الانتخابي.
تفاوتت النتائج الأولية للاقتراع حتى الآن، حيث أعلنت حوالي 44 ولاية نتائج شبه نهائية، بينما ينتظر استكمال فرز الأصوات التي تمت بواسطة البريد، وأظهرت تلك النتائج تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على منافسه الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب بواقع 235 مقابل 213 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، بينما ما زال لم يتم الانتهاء من الولايات الخامسة حتى الآن.
ومع بقاء حوالي 90 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، يمكن أن تتغير نتيجة الانتخابات، وتلك الأصوات موزعة على 8 ولايات، منها ألاسكا، وماين، فضلاً عن الولايات التي تحسم النتائج وتتمثل في جورجيا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، حيث عدد الأصوات في كل منها هو 16 و15 و20 و16 و10 على الترتيب، والتي يمكن أن تصب في صالح ترامب.
وفي ولاية كارولينا الشمالية، بعد فرز 94% من الأصوات يسير الاتجاه تجاه فوز ترامب بجميع الأصوات الخمسة عشر (50.1% لترامب مقابل 48.7% لبايدن)، وأيضًا بولاية ويسكنسون بعد فرز 90% من الأصوات، أظهرت أن (51.3 % لترامب مقابل 47.2% لبايدن)، وفي بنسلفانيا، فلم يتم سوى فرز 64% من الأصوات، ويتقدم فيها ترامب على بايدن 56.3% مقابل 42.5% لبايدن، وفي ولاية ميشيغان تم فرز 67% من الأصوات، وحصل ترامب على 53.3% مقابل 45.1% لبايدن.
بينما تبدو الأمور شبه محسومة في ولاية نيفادا لصالح المرشح الديمقراطي بايدن، ويضيف 6 أصوات من أصوات المجمع الانتخابي، بينما تقدم ترامب في ولايات جورجيا وكارولينا الشمالية وويسكونسن، فإنه قد يحصل على ما يعادل 41 صوتًا، بالإضافة إلى 3 أصوات من ألاسكا، فيرتفع عدد الأصوات شبه المضمونة إلى 257 صوتًا مقابل 244 صوتًا لبايدن في حال حصل على أصوات نيفادا، ما يعني أن الولايتين اللتين قد تحسمان السباق نحو البيت الأبيض ستكونان بنسلفانيا وميشيغان بعدد أصواتهما البالغ 36 صوتًا.
