منذ بدء الحرب في قطاع غزة وتقوم قوات تابعة لحركة حماس وكتائب القسام بضربات نحو قوات الجيش الإسرائيلي المقتحم لقطاع غزة؛ مما يزيد من حدة الصراع بالقطاع، ومؤخرًا نشرت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، لقطات من عملية التصدي لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في محور التوغل بحي تل الهوى جنوب مدينة غزة ليفتح تساؤلات عديدة حول تغيير آلية حركة حماس نحو الصراع.
وأظهر مقطع الفيديو عناصر “كتائب القسام” تقصف آليات الجيش الإسرائيلي، واشتباكات مع الجنود الإسرائيليين، واستهداف الطيران المروحي في المنطقة بصواريخ سام 7″، واستهدفت كتائب القسام، منزلا تحصن فيه عدد من جنود الجيش الإسرائيلي بقذيفة مضادة للأفراد، وأوقعوهم بين قتيل وجريح في حي تل الهوى في مدينة غزة.
وفي الحي نفسه، استهدفت دبابة من نوع “ميركافا 4” بقذيفة “الياسين 105″، وناقلة جند إسرائيلية كان حولها عدد من الجنود.
حيث قامت حركة حماس بتغيير خططها في مواجهة الجيش الإسرائيلي في غزة، من وضعية الكمائن، إلى المواجهة مباشرة، بعد خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأخير في واشنطن أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي، وانطلاق مفاوضات روما.
في المحاور الشرقية والجنوبية لمدينة خان يونس، حيث تشتد المعارك القتالية هناك بشكل مباشر، شوهدت عدة طائرات مروحية تهبط في المنطقة الواقعة بين بلدتي بني سهيلا وعبسان الجديدة شرقي المدينة، لإجلاء عدد من الجنود المصابين.
حماس بدورها فهمت بعد خطاب نتنياهو الأخير في واشنطن أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، استطاع أن يقنع دوائر صنع القرار هناك بضرورة القضاء على حركة حماس، لذلك اختارت هذه المرة المواجهة العسكرية المفتوحة، بديلًا عن الكمائن المنفردة، كذلك حماس تحاول استخدام آخر أوراقها العسكرية، لإحداث تغيير واختراق في المفاوضات، لا سيما مع اشتداد الضغوط الإسرائيلية على وفد حماس المفاوض”.
حماس اتخذت خطوات أحادية بتغيير النمط القتالي بعد فشل التدخلات العسكرية لميليشيات حزب الله والحوثيين من ثني الضربات الإسرائيلية في عمق المدن، فضلًا عن رفع وتيرة الاغتيالات لعدد من القيادات العسكرية لحركة حماس.
ويقول الباحث السياسي الدكتور هاني المصري: إن حماس تريد عودة تواجدها بقوة، عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر كانت شهادة ميلاد جديدة للحركة عسكريًا، ومن بعدها ارتفعت الوتيرة من جديد إثر نجاح إسرائيل في كبح جماح حماس والدخول في عمليات تفاوض ومماطلة سياسية كانت مثل لعبة لتهدئة حماس ولكن في النهاية قامت حماس بتغير الوتيرة وتصعيدها مؤخراً لتصل رسالة الي إسرائيل بإن الحركة مازالت متواجدة.
وأضاف المصري – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إن تصعيد حماس كذلك يأتي رغبة منهم تحسين شروط “التفاوض”، الذي قد يخفف الضغط على الوفد الحمساوي الذي يعاني من ضغط عسكري وسياسي اسرائيلي غير مسبوق.