في ظل العلاقات القوية الخفية التي تجمع تركيا وإسرائيل، ومد يد المساعدة بين كليهما في الأزمات، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، لذلك فور وقوع زلزال إزمير الضخم في تركيا، سارعت تل أبيب لتقديم المساعدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تقديم مساعدات عاجلة إلى تركيا، جراء الزلزال القوي الذي راح ضحيته 6 قتلى وأكثر من 200 جريح في ولاية إزمير غرب البلاد اليوم الجمعة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء بالإنابة، بيني غانتس، منذ قليل في بيانه، إنه كلف الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لمساعدة تركيا في التعامل في حال زيادة تداعيات الزلزال.
وأبدى غانتس لملحق أنقرة العسكري في إسرائيل دعمه وتعازي إسرائيل واستعدادها لدعم تركيا بما يشمل إرسال فريق خبراء فورا للمساعدة في تنفيذ أعمال البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة، فضلا عن استعدادها لتدشين مستشفيات ميدانية مؤقتة.
وترتبط الدولتان بعلاقات اقتصادية قوية، حيث إنه في مطلع الشهر الجاري، كشف صحفي تركي يدعى إبراهيم هوسلو أغلو حجم الاستثمارات بين البلدين، ووصلت التجارة بين تركيا وإسرائيل في الأشهر التسعة الأولى للعام الجاري حوالي 3.2 مليار دولار، رغم الانهيار الاقتصادي وتدهور الليرة وتفشي جائحة كورونا؛ ما يعني أن أنقرة حافظت على نشاط التجارة مع تل أبيب.
وخلال الأشهر الأولى من 2020، تضاعفت مبيعات الفاكهة المجففة بين البلدين بنسبة 64% مقارنة مع الفترة ذاتها في 2019، ونمت المنتجات السمكية بأكثر من 36% وقفزت الحبوب والبقوليات بنحو 18%، كما ارتفعت صادرات الفاكهة والخضراوات إجمالاً بأكثر من 25%.
وأضاف: أن الصادرات الغذائية والمشروبات التركية شهدت ارتفاعا في الفترة نفسها إلى إسرائيل، رغم العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين إسرائيل وتركيا، لكنها لم تؤثر على العلاقات التجارية، وفقا لما قاله.
كما أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن المصالح التجارية المشتركة بين إسرائيل وتركيا “هي الأساس الذي تُبنى عليه العلاقات بين الدولتين”، مشيرة إلى الطفرة في العلاقات التجارية بين المستثمرين الإسرائيليين ونظرائهم الأتراك.
وتابعت أن هناك مهمة تجارية افتراضية لمدة 18 يوما لصناعة الأغذية والمشروبات نظمتها رابطة مصدري المنتجات المائية والحيوانية في البحر الأبيض المتوسط التركية، جذبت اهتمام مجموعة كبيرة من الشركات الإسرائيلية بينها محلات السوبر ماركت، وتجار التجزئة، والمستوردين، ومصنعين باحثين عن الأفضل في المأكولات، والمشروبات، والفواكه، والخضراوات التركية وغيرها.
كما أشارت إلى أنه في 2019، ارتفع حجم الصادرات الإسرائيلية من المنتجات الكيماوية إلى تركيا 50%، ومن المواد البلاستيكية 12%، والوقود 9%، بينما واردات إسرائيل من تركيا متنوعة بشكل كبير، تتصدرها المركبات، بنسبة 18%، ثم واردات الحديد والصلب 16%، والبلاستيك 7%، والآلات الصناعية 6% والأسمنت 5%.
ومع بداية عام ٢٠١٨، زادت الحركة الاقتصادية عن ذلك الوقت مرة أخرى، بارتفاع 3% في الصادرات و1% في الواردات و2% في التبادل التجاري، حيث إنه في أبريل 2018، وصلت إلى إسرائيل أكبر بعثة تجارية عرفتها مؤخرا، فهذه البعثة التجارية التركية الرسمية هي أكبر بعثة تصل إلى إسرائيل منذ اتفاق المصالحة الإسرائيلية التركية عام 2016، حيث كانت تضم 100 ممثل عن شركات تركية من قطاعات أعمال مختلفة في منتدى المصالح التجارية حول العلاقات التجارية الإسرائيلية التركية، وأجروا لقاءات تجارية مع شركات إسرائيلية، بهدف إنشاء تعاون اقتصادي واسع.
