ما زالت أصداء حادث كنيسة مدينة نيس الفرنسية، مستمرة حتى الآن، لتثير جدلا وغضبا عالميا من تلك الجرائم الإرهابية، التي تصاعدت ضد باريس، جراء إشعال قطر وتركيا والإخوان نار الفتنة الطائفية تجاهها والعنف والغضب الإسلامي، بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون منذ بداية الشهر الجاري ضد الإسلام والرسول الكريم.
ووقع صباح أمس، على بُعد أقل من كيلومتر واحد من موقع حادث دهس يوم الباستيل لعام 2016، شهدت نيس الفرنسية هجوما داميا في كنيسة نوتردام، الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص، اثنان منهم ذبحا، واعتقلت الشرطة منفذ الهجوم الذي “كان يردد بلا توقف الله أكبر”.
وعلى الفور غادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قصر الإليزيه، ليعقد “اجتماع أزمة” مع مسؤولي الأمن في البلاد، في مقر وزارة الداخلية، ثم انتقل لتفقد موقع الهجوم في نيس، أمس.
وعقب ذلك، كشفت مصادر أمنية فرنسية أن منفذ الهجوم هو شاب تونسي يدعى إبراهيم عيساوي، يبلغ من العمر 21 عاما، وصل أوروبا بشكل غير قانوني ولم ينتقل إلى فرنسا إلا قبل مدة قصيرة.
وولد الشاب التونسي في قرية سيدي عمر في بوحجلة بالقيروان وكان يقيم مؤخرا في صفاقس، ولم يكن مصنفا إرهابيا حسب السلطات القضائية والأمنية في تونس، وغادر البلاد بطريقة غير شرعية يوم 14 سبتمبر الماضي ودخل مدينة نيس الفرنسية الأربعاء الماضي.
وقالت قمرة عيساوي والدة منفذ هجوم نيس: إنه اتصل بها قبل وصوله إلى فرنسا، في لقاء لها مع قناة “العربية”، مبدية تعجبها من انتقاله من إيطاليا إلى فرنسا، كونه لا يعرف اللغة الفرنسية ولا يعرف أحدا في فرنسا.
بينما تحدث شقيقه ياسين عيساوي، أن إبراهيم أرسل له صورة من أمام مبنى الكنيسة، ليخبره بوصوله، مبديا أيضا تعجبه من إقدامه على تلك الخطوة.
وتبين أن إبراهيم عيساوي كان يعمل ميكانيكيا وفي بيع البنزين، قبل انتقاله لفرنسا، ومن يعرفه أكد أنه لم يكن لديه نزعات إرهابية أو مروجا للأفكار المتطرفة.
وكشف ممثل الادعاء الفرنسي المختص بمكافحة الإرهاب، جان فرانسوا ريكارد، أن منفذ الهجوم التونسي المشتبه به من مواليد 1999 ووصل إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية المواجهة لسواحل تونس في 20 سبتمبر الماضي، ثم وصل إلى مدينة نيس بالقطار في وقت مبكر صباح أمس الخميس، حاملا بطاقة هوية تابعة للصليب الأحمر الإيطالي، مضيفا أنه بدل ملابسه في محطة القطار ثم ترجل إلى الكنيسة ليشرع في هجومه.