صراعات إسرائيل ألقت بظلالها على ما يحدث في مفاوضات الهدنة التي بدورها كانت بشكل كبير نحو التفعيل، إلا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصر على استكمال الحرب في قطاع غزة رافضاً المقترحات التي تخرج من الدول التي بدورها تسعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ 9 أشهر، مع سقوط أكثر من 37 ألف قتيل.
ويرى نتنياهو أن مفاوضات الهدنة لن تكتمل وفق حوار صحفيًا أجراه، حيث يريد استمرار الحرب والقضاء علي حركة حماس نهائياً واغتيال قادتها، وقد أجرى نتنياهو، أول مقابلة له باللغة العبرية منذ السابع من أكتوبر الماضي، أكد فيها أنه مستعد لصفقة جزئية تعيد بعض الأسرى الإسرائيليين دون إنهاء الحرب في قطاع غزة، وأضاف: ” إنه ليس سرًا”.
التصريح عن المقترح الإسرائيلي الذي قدمه قبل بضعة أسابيع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي يتضمن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل حركة حماس تتضمن إطلاق سراح تدريجي لجميع الأسرى الإسرائيليين، ووقف الحرب في قطاع غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المفاوضات – في تصريحات عبرية-: إن تصريحات نتنياهو ألحقت أضرارًا جسيمة بفرصة التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، وبعد المقابلة، نشر مكتب نتنياهو نسخة متناقضة، ذكر فيها أن حماس هي التي تعارض الصفقة، وليس إسرائيل، وأوضح أن إسرائيل لن تترك غزة حتى نعيد جميع الأسرى الإسرائيليين البالغ عددهم 120 شخصًا، سواء الأحياء والأموات.
وعلقت مقرات أهالي الأسرى الإسرائيليين على تصريحات نتنياهو قائلة: إن مقرات الأهالي تدين بشدة إعلان رئيس الوزراء عن الانسحاب من الاقتراح الإسرائيلي. الأمر يتعلق بالتخلي عن الـ 120 مختطفًا وانتهاكا لواجب الدولة الأخلاقي تجاه مواطنيها.
وأضافت: إن انتهاء الحرب في القطاع، من دون إطلاق سراح المختطفين، هو فشل وطني غير مسبوق، وفشل في تحقيق أهداف الحرب.
وتابعت: إن أهالي المختطفين لن يسمحوا للحكومة وقائدها بالانسحاب من الالتزامات الأساسية تجاه مصير أحبائنا. إن المسؤولية والالتزام بعودة جميع المختطفين تقع على عاتق رئيس الوزراء. وليس هناك اختبار أكبر من هذا.
من جانبها، قالت حركة حماس: إن الموقف الذي عبر عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يؤكد فيه استمراره في حرب الإبادة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وأنه يستهدف اتفاقًا جزئيًا يستعيد من خلاله عددًا من الأسرى فقط، ويستأنف الحرب بعدها، هو تأكيد جلِيّ على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير، ومقترحات الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ على عكس ما حاولت الإدارة الأمريكية تسويقه عن موافقة مزعومة من الاحتلال.