أزمة الحرب الصينية في تايوان بدأت بالتصاعد في ظل ما يحدث عالميًا وتوجيه أنظار العالم نحو منطقة الشرق الأوسط لما بها من حروب متعددة، حيث يحاول الجيش الصيني حاليًا السيطرة على جزرة تايوان وإعادتها إلى الصين من جديد.
وأكد تقرير صدر حديثًا عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن الجيش الصيني يمكنه عزل تايوان، وشل اقتصادها، والسيطرة عليها، دون إطلاق رصاصة واحدة، حيث ركز المحللون والاستراتيجيون العسكريون لفترة طويلة على خيارين رئيسيين متاحين للصين، وهما الغزو الشامل أو الحصار العسكري، إلا أن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، حذر من أن هناك طريقًا ثالثًا سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة مواجهته، وهو فرض “الحجر” على الجزيرة.
ومن السيناريوهات المتوقعة لسيطرة الصين على تايوان أن يتم غزو الصين بعض أو كل جزر تايوان البعيدة عن الجزيرة الأساسية، إذ تقع كل من جزيرتي كينمن وماتسو على بعد حوالي 10 كيلومترات قبالة ساحل الصين الرئيسي، وتعرضتا لقصف مدفعي مستمر في العقود التي تلت نهاية الحرب الأهلية الصينية.
كما يمكن أن تستهدف بكين أيضًا مصالح تايوانية أخرى في بحر الصين الجنوبي، مثل جزيرة براتاس المرجانية أو حتى تايبينغ الواقعة في سلسلة جزر سبراتلي البعيدة، وإذا أرادت التصعيد أكثر يمكنها الاستيلاء على أرخبيل بينغو الأقرب إلى تايوان والذي يقع على بعد حوالي 50 كيلومتراً من الجزيرة الرئيسية.
فيما أورد تقرير للكلية الحربية البحرية الأميركية، أن هناك “عددًا من المزايا المهمة” لاستراتيجية انتزاع جزر تكون قاعدة لهجمات أخرى وتبدأ من الجزر التايوانية النائية، لكن يمكن للصين أيضاً أن تختار عدم مهاجمة الجزيرة الرئيسية واستخدام عمليات الضم للضغط الدبلوماسي والنفسي على تايبيه.
ومن السيناريوهات الأخرى، فرض “إغلاق جمركي”، أي السيطرة بشكل فعال على الحدود الجوية والبحرية لتايوان ومعاينة السفن والطائرات الآتية والسماح بمرور المركبات “البريئة” وتحويل “المشبوهة” إلى الموانئ الصينية.
وأورد تقرير لمجلس العلاقات الخارجية نشر عام 2021، أنه وفق هذا السيناريو “ستسمح الحكومة الصينية لشعب تايوان بإدارة شؤونه الخاصة في الجزيرة لبعض الوقت على الأقل مع إظهار أنها تسيطر على ما يدخل وربما ما يخرج”.
كذلك سيظل مسموحاً إدخال واردات الغذاء والطاقة، وكذلك حركة الركاب عبر العبّارات اليومية مثلا، وذكر التقرير، أن “الهدف هو إجبار تايوان على قبول فقدانها السيطرة، وقطع تايوان على الأقل عن عمليات نقل المعدات العسكرية والخبراء الأجانب المرتبطين بها”.