ماذا يحمل السنوار في خطاباته للمقاتلين في فلسطين، قائد المعركة الأهم لفلسطين خلال العقود الأخيرة، كان يريد من جنوده التضحية من أجل القضية الفلسطينية ولذلك يبحث السنوار دومًا عن إعلان النصر على إسرائيل، بالرغم من عدد الضحايا من المدنيين.
السنوار قائد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر بات الشخص الأكثر “مطلوبا” حول العالم وقد بحث من بداية الحرب على الضغط على حكومة نتنياهو وإسرائيل من أجل تباين موقف إسرائيل دوليًا وكذلك وضعهم في قوائم العار بالأمم المتحدة واعتراف دولاً أخرى بفلسطين مثل إسبانيا.
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن قائد حماس في غزة يحيى السنوار بعث برسائل لقادة الحركة السياسيين وللوسطاء يؤكد فيها أن ارتفاع عدد ضحايا المدنيين” تضحية ضرورية”، وقال السنوار في رسائله: إن المزيد من القتلى المدنيين، سيزيد الضغوط على إسرائيل عالميًا، وأن النصر لبنيامين نتنياهو سيكون أسوأ من الهزيمة، وأن اقتحام الجيش الإسرائيلي لرفح لن يكون نزهة.
وهدف السنوار هو التوصل لوقف دائم لإطلاق النار يسمح لحماس بإعلان النصر أمام إسرائيل، وقال السنوار في رسالة حديثة إلى مسؤولي حماس الذين يسعون إلى التوسط في اتفاق مع المسؤولين القطريين والمصريين: “لقد وضعنا الإسرائيليين حيث نريدهم”، وفي عشرات الرسائل، التي استعرضتها الصحيفة أظهر السنوار “تجاهلا باردا للحياة البشرية”، وأوضح أنه يعتقد أن إسرائيل لديها ما تخسره من الحرب أكثر من حماس.
وفي رسالة بتاريخ 11 أبريل إلى الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية بعد مقتل ثلاثة من أبناء هنية البالغين في غارة جوية إسرائيلية، كتب السنوار أن وفاتهم ووفاة فلسطينيين آخرين من شأنه أن “يضخ الحياة في عروق هذه الأمة، ويدفعها إلى الصعود إلى مجدها وشرفها”.
وأبلغ السنوار الوسطاء العرب، أنه لن يقبل اتفاقًا مع إسرائيل إلا بوقف دائم لإطلاق النار، كما شدد على أن الحركة “لن تلقي السلاح ولن توقع على أي مقترح يتضمن ذلك”.
وحتى دون هدنة دائمة، يعتقد السنوار أن نتانياهو ليس لديه “سوى خيارات قليلة بخلاف احتلال غزة والتورط في القتال” مع حماس “لعدة أشهر أو سنوات”، وهي النتيجة التي تنبأ بها السنوار قبل 6 سنوات عندما أصبح زعيما للحركة في قطاع غزة لأول مرة، حيث قال لصحفي إيطالي عام 2018 يكتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “بالنسبة لنتانياهو، فإن النصر سيكون أسوأ من الهزيمة”.
وعلى الرغم من أن السنوار خطط لهجمات السابع من أكتوبر وأعطى الضوء الأخضر لها، فإن الرسائل المبكرة التي بعثها إلى الوسطاء تظهر أنه بدا مندهشًا من “وحشية الجناح المسلح لحماس، ومدى سهولة ارتكابهم لفظائع مدنية”.
ويقول الباحث السياسي عادل الزعنون: إن السنوار يعلم تمامًا أنه حقق المزيد من الانتصارات بالرغم من الضحايا الكثر أمامه ولا يهتم السنوار بدماء الضحايا بقدر ما يهتم بالنصر، وهو بات واضحًا منذ اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى.
وأكد الزعنون – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن أثارت الاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية والقيادة السياسية لحماس في ديسمبر الماضي، لبحث المصالحة وخطة ما بعد الحرب، وهو ما رفضه السنوار الذي لم تتم استشارته، حيث انتقد في رسالة بعثها إلى القادة السياسيين تلك الاجتماعات، التي وصفها بأنها “مخزية وشائنة”، حيث كان السنوار يريد تحقيق أكبر مكسب من الحرب الحالية.