تتسلط الأضواء بصورة كبيرة على قطر مؤخرا، قبل أشهر من بداية مباريات كأس العالم في نوفمبر 2022؛ إذ تجني ثمار ما زرعته عبر أعوام من الفساد والرشاوى، إذ باتت محل انتقاد عالمي ضخم بصورة مستمرة، ولاسيما بشأن المليارات التي دفعتها لأجل البطولة حتى الآن.
تعتبر تلك البطولة التي تستضيفها قطر نهاية العام الجاري هي صاحبة لقب “البطولة الأغلى تكلفة في تاريخ الرياضة”؛ إذ بلغت أموال تجهيزاتها نحو 220 مليار دولار، وذلك بحسب أكثر الإحصاءات تواضعا، المتداولة بين تقارير أجنبية أبرزها وكالة رويترز ومجلة فوربس الأميركية وموقع “Frontofficesports” الأميركي المتخصص في الأمور الاقتصادية المتعلقة بالرياضة.
وقال الموقع الرياضي الأميركي: إن قطر تكبدت تكلفة خيالية لاستضافة كأس العالم، بلغت 220 مليار دولار أميركي، وهو ما قد يتجاوز ضعف إجمالي ما تم إنفاقه لاستضافة كل نسخ البطولة عبر التاريخ؛ إذ كشف عن الفوارق الكبيرة بين تكلفة مونديال قطر والنسخ الـ7 السابقة، حيث كانت بطولة 2014 في البرازيل هي الأغلى بـ15 مليار دولار.
وصلت تكلفة مونديال 1994 في أميركا 500 مليون دولار، وفي 1998 بفرنسا 2.3 مليار، ثم ارتفعت إلى 7 مليارات في 2002 (اليابان وكوريا الجنوبية)، وانخفضت إلى 4.3 مليار في 2006 (ألمانيا)، بينما مونديال 2010 الذي أقيم في القارة السمراء لأول مرة، وتحديدا في جنوب إفريقيا بلغت تكلفته 3.6 مليار، مقابل 15 مليارا لنسخة 2014 في البرازيل، وانخفضت التكلفة في مونديال روسيا 2018 إلى 11.6 مليار.
ووفقا لذلك فإنه يصل إجمالي ما تم إنفاقه على تجهيزات آخر 7 نسخ لكأس العالم نحو 44.3 مليار دولار، أي 20% تقريبا من تكلفة مونديال قطر، فضلا عن أن النسخ التي سبقت تلك الفترة لم تكن بحاجة لكل التعقيدات الحالية من حيث الملاعب والمدن المستضيفة وغيرها، فضلا عن أن عدد المنتخبات كان أقل من الوضع الحالي.
كما تطرق الموقع إلى أن التكاليف المرتبطة ببناء الملاعب الجديدة في قطر تراوحت بين 6.5 و10 مليارات دولار، فيما أُنفقت 210 مليارات أخرى على البنية التحتية والاستعدادات لاستضافة البطولة ضمن خطة “قطر 2030″، وبناء الفنادق ووسائل النقل المتطورة تحت الأرض والمطارات وغيرها.
ويرى الموقع الأميركي أن قطر بهذه الصورة لن تستفيد من استضافة كأس العالم أو تحقق أرباحا تعوض حجم الإنفاق على استضافة كأس العالم، أو أن تستعيد نسبة كبيرة من المبالغ المدفوعة، مشيرا إلى أن عائدات كأس العالم 2022 قد تصل إلى 20 مليار دولار، وهو ما يبلغ 9% تقريبا من التكلفة السابق ذكرها.
وبجانب ذلك، سيمثل صغر حجم دولة قطر أزمة كبيرة أمام وفود الجماهير، حيث يقدر المنظمون أن 1.2 مليون مشجع سيزورون البلاد على مدار 28 يوما من البطولة، لذا فإن انتقال مشجعين من 32 دولة متنافسة لحضور المباريات في 8 استادات داخل وعلى مشارف العاصمة الدوحة، سيكون أزمة كبيرة في ظل صغر مساحة البلاد.