من الواضح أن قطر غير قادرة على تأمين الحدث الأهم لديها خلال نوفمبر 2022، فتستعين بكل الأطراف الممكنة يمينا ويسارا، وفي الوقت نفسه تقوي علاقتها مع الدول الأخرى، لذا اتجهت للاستعانة بالجيش البريطاني لتأمين مونديال قطر، خوفا من الهجمات الإرهابية التي قد تكون السكين التي تسفك دماء الملايين بمختلف دول العالم.
وأعلن وزير الدفاع أن سلاح الجو الملكي والبحرية الملكية سيوفران أعمال الشرطة لمكافحة الإرهاب في نهائيات كأس العالم لكرة القدم هذا العام في قطر.
وقال بن والاس، وزير الدفاع، لصحيفة التلغراف البريطانية، إن انجلترا وقطر “اتفقتا على توفير الأمن الجوي في السماء” حتى يتمكن “المواطنون من جميع أنحاء العالم” من الاستمتاع بالبطولة التي تبدأ في 21 نوفمبر.
وأضاف “والاس”: “يسعدني أن يقوم سربنا المشترك مع القوات الجوية الأميرية القطرية من تايفون بدوريات في المجال الجوي خلال البطولة”.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي توفر فيها بريطانيا هذا المستوى من الأمن لاستضافة كأس العالم خارج المملكة المتحدة ، وتم الإعلان عنها بعد لقاء الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، أمير قطر ، مع بوريس جونسون في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وكشف مصدر دفاعي لصحيفة التليجراف أن وزارة الدفاع ستدعم قطر بقدرات عسكرية لمواجهة الإرهاب والتهديدات الأخرى للبطولة من خلال استخدام الأمن البحري والتخطيط العملياتي ودعم القيادة والسيطرة، نظرا لوجود تهديدات عديدة أبدت قطر مخاوفها منها ولعدم قدرة قواتها وجيشها على توفير الحماية الكاملة بشأنها.
وأضاف المصدر الدفاعي أن هذا “تم اكتسابه جزئيًا من خلال التجربة الأولمبية للمملكة المتحدة في عام 2012، وتواجد القوات الدفاعية القوية يعزز قدرة المملكة المتحدة على مواجهة تحدياتنا الأمنية المشتركة ، والمساهمة في الاستقرار الإقليمي وحماية الازدهار والأمن”.
ويعتبر سرب تايفون المشترك ، المعروف أيضًا باسم سرب 12 ، هو أول سرب مشترك للمملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وسيقود جهود مكافحة الإرهاب.
منذ تشكيله كسرب مشترك في يوليو 2018 ، سرب 12 ، وهو سرب من طراز تايفون مقره المملكة المتحدة يقع في سلاح الجو الملكي البريطاني كونينغسبي في لينكولنشاير ، سيمارس مهامه بانتظام في قطر.
ستشرف القوات الجوية الأميرية القطرية على الأمن الجوي للبطولة وتنفذ معظم العمليات ، بينما ستضيف مساهمة المملكة المتحدة الخبرة والقدرات، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم أول طائرة من طراز تايفون إلى قطر في أغسطس المقبل.
وأبرمت حكومة قطر بحزمة بقيمة 6 مليارات جنيه إسترليني ، والتي تشمل تسليم 24 طائرة تايفون جديدة وتسعة طائرات تدريب جديدة من طراز هوك T2 Mk167 من شركة BAE Systems وموردين آخرين.
وخلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لبريطانيا، حاول التقرب إلى المملكة المتحدة لامتصاص حالة الغضب العالمية تجاه بلاده، إذ أعلن عزمه استثمار 10 مليارات إسترليني في المملكة المتحدة، إذ أكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وجود شراكة استثمارية مع قطر تتضمن استثمارات بقيمة 10 مليارات إسترليني (12.5 مليار دولار) خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
ومن المقرر ضخ الاستثمارات في القطاعات الرئيسية للاقتصاد البريطاني بما في ذلك التكنولوجيا المالية والسيارات الصديقة للبيئة والأمن السيبراني.
وكانت قطر أبرمت في 2017 عقدا مع “بي.إيه.إيه سيستمز” قيمته خمسة مليارات جنيه إسترليني لشراء 24 مقاتلة من طراز تايفون. وقالت مجموعة الصناعات العسكرية البريطانية إن التسليم متوقع أواخر 2022.
ويأتي ذلك الإعلان القطري هدف التقرب إلى بريطانيا وامتصاص حالة الغضب الحالية جراء موقف الدوحة بالأزمة الأوكرانية ونشر مرتزقتها بالبلاد، فضلا عن الانتقادات الدولية الواسعة للدوحة بشأن انتهاكات العمال المهاجرين والمخاوف من المونديال المقبل المقرر في نوفمبر 2022.
